الجماهير || عتاب ضويحي
مع ساعات الصباح الأولى يبدأ أبو يوسف يومه مع قرص العجة الذي تربطه معه حكاية عشق لا تنتهي، فمهنته التي تعلمها وأتقنها عن والده وجده بعمر الـ 10 سنوات في سوق السقطية متغلغلة في دورة حياته وتسري في عروقه حسب ما ذكر للـ “الجماهير” ، مضيفاً مع نهاية كل يوم انتظر بشوق العاشق بزوغ فجر يوم جديد لأقف وراء مقلاتي، بعد أن انتقي ورقات البقدونس وأفرم قطع البصل وأمزجهم مع حبات البيض ورشة البهار والملح، صانعاً قرص العجة بنفس مليئاً بالحب، ومقلي بالزيت بطريقة خاصة تمنعه من التأكسد، حرصاً على سلامة وصحة زبائني.
أمضى العم أبو يوسف ملك العجة كما يلقب نفسه، عمره في مهنته حسب قوله، فأكثر من 50 عاماً تنقل فيها ما بين سوق السقطية والسبع بحرات والجميلية، لم تمنعه ظروف الحرب من الاستمرار بها، حتى تعرض إحدى يديه للإصابة لم توقفه، كان يعمل بيده الأخرى يخفق ويصب المزيج وابنه يساعده في التقاط أقراص العجة من الزيت ، كذلك لن تمنعه وتثنيه ارتفاع وغلاء الأسعار للبيض والزيت وغيرها من متطلبات مهنته من الاستمرار في عمله، فلديه زبائنه الدائمين يتنقلون معه أينما حلّ.
لينهي حديثه بالقول : لو ملكت كل مال العالم مقابل ترك الوقفة وراء مقلاة العجة لن يقبل، لأن الله سبحانه وتعالى وهبه احساس اتجاهها لا يستطيع هو نفسه أن يفسره أو يفهمه.
تصوير عماد مصطفى.