محمود جنيد
يعود الطلاب يوم غد إلى مدارسهم حاملين أثقالهم بعد موسم صيفي بلا عطلة قضاه كثير منهم بالعمل لمساعدة رب الأسرة الذي انهكته متطلبات الحياة والصراع المحموم مع غلاء المعيشة متنقلا من دوام لآخر ليكون بالنهاية مغلوبا على أمره!
شوق وحماس الطالب للقاء الصاحب والمعلم، للقرطاس والقلم، للباحة وتحية العلم، سيشوبها الحرج من عدم قدرة الأهل على تأمين اللباس والحقيبة والدفاتر ولوازم المقلمة، وطقم الكتب بالنسبة لمرحلة التعليم غير الإلزامي، في ظل الغلاء الفاحش، وذلك مهما بلغ حجم التسهيلات وعروض التنزيلات على الأسعار في مهرجانات استقبال المدارس، لاسيما وأن هناك من لديه عدد من الأبناء الذين سيلتحقون بها، بينما الدخل لا يكفي لسد الرمق.!
وزارة التربية ومديرياتها الفرعية، اجتهدت مجازيا بتجهيز المدارس لاستقبال الطلاب في عامهم الدراسي الجديد، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تضمن ذلك معالجة الاكتظاظ والأعداد المضاعفة في الغرفة الصفية الواحدة مع واقع الأوبئة المتفشية « كورونا ومشتقاتها » وهل تم توفير المراوح التي تقي الحرارة المرتفعة حاليا ، ووقود التدفئة لتعديل برودة الطقس شتاء، فضلا عن دورات المياه النظيفة والتعقيم ووووو؟!
أحد الآباء قال لي بالحرف الواحد، بأن العلم نور، لكنه لم يعد لديه وأمثاله من أصحاب الدخل المحدود في ظل الواقع المظلم، القدرة على تأمين أبسط تكاليفه، فكان قراره بأن يخرج أولاده الأربعة من المدرسة وإلحاقهم بأي صنعة تقي مصارع سوء الحال!
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام