الباحث حجار يروي لـ “الجماهير” ذكرياته مع الثقافة والآثار والسياحة

الجماهير || أنطوان بصمه جي
حالة من الإبهار والتجديد تعيشهما في تفاصيل الكتب الأدبية التراثية، تحمل في طياتها قراءات وذكريات وأعلام مدينة حلب، إضافة إلى أهم معالمها وتراثها إضافة للكتب المترجمة إلى لغات عديدة ويعد كواحد من أهم الباحثين في مجالات التراث والتاريخ والآثار، الباحث عبد الله حجار، الذي زاره وزيرا السياحية محمد رامي مارتيني والثقافة الدكتورة لبنانة مشوح في 24 أيلول الماضي للاطمئنان على صحته وذلك خلال تواجدهما في مدينة حلب لحضور مهرجانات ثقافية وفنية موسيقية في قلعة حلب وأحيائها القديمة ومتابعة أعمال إعادة الإعمار وبمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس وزارة السياحة.
وخلال لقاء معه قال الباحث عبد الله حجار وهو يروي ذكرياته مع الثقافة والآثار والسياحة : “منذ تعلقي وشغفي بالتاريخ والآثار إثر تعرُفي على عالم الآثار وأستاذ اللغات الأكادية البروفسور أندريه فينيه العام 1964، لم أكن بعيداً عن مجال السياحة حيث كنت أعمل في إنشاء الطرق وانتسبت الى جمعية العاديات منذ العام 1970 وكنت أشارك في جولات أحياء حلب القديمة بأسواقها وخاناتها وقلعتها ومتحفها وجوامعها وكنائسها، والجولات للمواقع الأثرية داخل القطر والى الدول العربية المجاورة والرحلات الخارجية. وشاركتُ منذ العام 1987 ولا زلت أشارك حتى الآن بتقديم المحاضرات الأثرية في دورات الأدلاء السياحيين الني كانت تنظّمها وزارة السياحة لإعداد واختيار الأدلاء الأكفياء في القطر”.
 وأضاف الباحث حجار “كتبتُ العديد من المقالات لتشجيع السياحة الثقافية من بينها مقالة العام 1987 عن موقع عمريت (8 كم جنوب طرطوس) للاهتمام بها وإعدادها للزيارة من قبل الوفود المشاركة في دورة ألعاب البحر المتوسط الأولمبية التي أقيمت في اللاذقية العام 1987 .
 وتمّت ترجمة كتابيّ ” معالم حلب الأثرية” و”كنيسة القديس سمعان العمودي وآثار جبلي سمعان وحلقة” الى اللغات الانكليزية والفرنسية والألمانية لتكون دليلا بين يديّ المجموعات السياحية الأجنبية القادمة لزيارة سورية.
وكنت أدعو دائماً وأعمل للاحتفال بالمناسبات المشجّعة على السياحة الثقافية الدينيّة كالاحتفال بمرور 1500 عام على إنشاء كنيسة القديس سمعان العمودي (491 – 1991) والحج الى كنيسة وقلعة سمعان (5000 نسمة) والاحتفال بمرور 1600 عام على رقاد مار مارون (410 – 2010) ومرور 1700 عام على ولادة مار افرام السرياني ( 306 – 2006) والذي تمّ ضمن احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية العام 2006. وسواها من المناسبات.
وأضاف الباحث حجار خلال حديثه “باعتباري رئيس لجنة التراث في فرع نقابة المهندسين بحلب وعضو اللجنة المركزية حتى نهاية الثمانيات من القرن الماضي ولاهتمامي بالآثار فقد شاركت ببحث أو بالحضور في معظم الندوات الأثرية الدولية التي دعت إليها وزارة الثقافة (المديرية العامة لآثار والمتاحف) مثل ندوة آثار محافظة اللاذقية (1979) وألرقّة (1981) ودير الزور (1983) وإدلب (1989) وندوة حلب على طريق الحرير(1994) وسواها.
واستذكر بشكل خاص تفاصيل الندوة الدولية لآثار محافظة إدلب بمناسبة مرور 25 عاماً على بدء التنقيب في تل مرديخ الذي اكتشفت فيه مملكة إيبلا التي أعطت جذورا تاريخية لسورية من الألف الثالث قبل الميلاد جعلتها بمساواة مع بلاد الرافدين ووادي النيل. مضيفاً أنه في يوم 27 أيلول 1989 كان عليّ تقديم بحثي عن ” القرى الأثرية في الريف السوري وبعثة جامعة برنستون” وذلك بعد الباحث الفرنسي جان بيير صوديني، وقد سمح لي أن اقدم بحثي قبله كي أسرع، بصحبة بعض شعيبيات من ادلب، في طريقي إلى مشفى ضبّيط بحلب كي أحضر ولادة ولدي قبل ظهر ذلك اليوم، حيث أكرمنا المولى بولادة الياس بعد عشر سنوات انتظار. فهل من يوم أكثر حميمية من يوم السياحة العالمي 27 أيلول!
ويضيف الباحث حجار “تمر السنين ويصبح ولدي مهندساً مدنياً كأبيه ويحصل على الماجستير في ميكانيك التربة، ويصبح ربّ عائلة ووالداً لصبيين توأم وابنة، ما أدّى إلى ملء حياة الجدّ والجدّة فرحاَ وحبوراً.
وبالإضافة الى المقالات العديدة التي كتبت وكذلك المحاضرات العديدة التي قدمت خلال نثف قرن صدرت الكتب التالية:
–  معالم حلب الأثرية (طلعة ثالثة 2010 نفدت) ترجم الى الإنكليزية والفرنسية والألمانية)
–  إضاءات حلبية؛ تاريخ ومعالم وتراث (طبعة ثالثة 2011 ، نفد)
–  إضاءات حلبية – 2 معالم وتراث وأعلام (2018)
–  إضاءات حلبية – 3 قراءات وذكريات وأعلام (2021)
–  كنيسة القديس سمعان العمودي وآثار جبلي سمعان وحلقة ( طبعة ثانية 2009) ترجم للإنكليزية والألمانية والفرنسية.
–  آثار قورش والقديسان الشهيدان قزما ودميان ( 2008)
–  دراسات أثرية في قرى الريف السوري (2021 )
–  أصدقائي علماء الآثار (وزارة الثقافة 2018)
كتب مترجمة:
–  أرمينيا جذوري، تأليف أصدغيك جمْكِرْتنْ (عن الفرنسية)
–  الفنّ المسيحي في سورية البيزنطية، تأليف الأب إنياسيو بِنْيا (عن الانكلبزية)
–  مدينة حلب القديمة في تحوّل ورؤى وتأهيل وإعادة إعمار، إعداد د. مأمون فنصة ( ترجمة وتلخيص عن الألمانية والإنكليزية)
وبعد:
بلغتُ الأربعينتين ونيّف والحمد لله لم أسأم كالشاعر زهير بن أبي سلمى القائل:
       سئمتُ تكاليف الحياة ومَن يعشْ    ثمانين حولا لا أبا لك يسأمِِ
ويختم الباحث حجار شعاري اليوم  قول الشاعر غوته: “حياة بدون فائدة موت مبكر”، مضيفاً أنه ما زال في الجعبة العليا بعض معلومات مفيدة مع السيرة الذاتية بأطيافها المختلفة تلحّ في الظهور على الصفحات. أملى من المولى أن يمدّ في أيامنا ويجسن الخاتمة، والحمد له في كل حين.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار