الجماهير || محمود جنيد
في الوقت الذي يواصل فيه لاعب أهلي حلب محمد ريحانية، التحضيرات ضمن المعسكر الداخلي لمنتخب سورية الأولمبي استعدادا لبطولة غرب آسيا لمنتخبات دون ٢٣ عاما، صدرت اليوم بحقه عقوبة الإيقاف لأربع مباريات رسمية وما يتخللها من مباريات ودية من قبل لجنة الأخلاق والانضباط في الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، بقرار نهائي غير قابل للاستئناف، وذلك بداعي قيامه بحركات استهزاء تجاه الحكم، وإشارات الاستفزاز لجمهور الفريق المنافس، خلال المباراة التي جمعت فريقه مع جبلة ضمن الجولة الخامسة للدوري الممتاز لكرة القدم.
ردود الأفعال على العقوبة حتى من قبل الذين انتقدوا بشدة تصرفات الريحانية التي أفضت إلى طرده في تلك المباراة، كانت غاضبة ومستنكرة بغالبيتها، لقسوة العقوبة التي لم تكن متوقعة لأربع مباريات، مع ظهور بعض الآراء التي أصرت على أن اللاعب يستحق العقوبة وكان على إدارة الأهلي نفسها معاقبته.
خلال حديثنا مع الريحانية بعد المباراة المذكورة، لنستطلع رأيه حول حالة الطرد التي تعرض لها والسلوك الذي أفضى لإشهار البطاقة الحمراء بوجهه، استغرب توقعنا لإمكانية إيقافه لمدة تصل إلى أربع مباريات في حال ربط حالة الإساءة للحكم وجمهور المنافس، لكن اللاعب أكد بأنه لم يسء لأحد وعلى العكس من ذلك فهو من تعرض للاستفزاز والشتم، وأضاف بأن القانون يقول بالإيقاف لمدة مباراة واحدة بالنسبة لحالته.
لا نريد الاستغراق بالنوايا، لكننا شعرنا بأن الريحانية يتحدث على فطرته، وحتى ردود أفعاله بشكل عام وتأكيده بأنه لم يستحق الطرد من أصله، وطلب منا مراجعة الفيديو الذي يوضح كل شيء.
التساؤل الذي نطرحه هنا: لماذا صدر قرار عقوبة جلسة لجنة الأخلاق والانضباط رقم /١٤/ بحق الريحانية، بصفة وجاهية نهائية غير قابلة للاستئناف، مع وجود حالة سابقة لزميله كامل كواية الذي تبين بعد الدراسة والتعمق والتمحيص المقترن بالثبوتيات والاستجواب، بأن العقوبة التي أنزلت بحقه كانت قاسية جدا وخفضت من سنة إيقاف ومليون غرامة، إلى إيقاف أربع مباريات؟ وهذا يعني بأن القرارات الأولى لم تكن مدروسة بعناية وتحقيق وتدقيق!
لا نريد أن يفهم من كلامنا بأننا ندافع عن الخطأ والشطط، والنجوم الصاعدون الممثلون للمنتخبات الوطنية ممن عليهم العين، عليهم أن يكونوا قدوة بالأخلاق لا بالانفلات، بل على العكس من ذلك نشدد على عدم التهاون وترك الحبل على الغارب؛ على أن يقام ميزان العدالة بعد التقييم الصحيح لكل حالة قبل إسنادها بالبنود القانونية الموجبة، علما بأننا نرى بضرورة إعادة النظر بالكثير من نصوص القانون الحالي.
الأهلي الآن خسر جهود اثنين من ركائزه ولاعبيه المهاريين، الذين يحتاجهم في مشوار المنافسة الصعب الذي نزف فيه ست نقاط في جولات النقاط الحساسة الصعبة مع أبرز الفرق المرشحة للمنافسة على لقب الدوري، وهو يحتاج للتعويض وعدم التفريط بأي نقطة جديدة وخاصة على أرضه، فحذار من أي عقوبات جديدة!!