الجماهير || ياسمين درويش
تتنوع الأبنية الأثرية في حلب القديمة، وهي تعود لحقب قديمة كالأيوبي والعثماني ومنها ما يعود لما هو أقدم.
ولكل بناء في حلب القديمة غاية شيد خصيصا لأجلها، كالسكن ودور العلم ودور العبادة، والدوائر الحكومية.
ولكل بناء قصة يتفرد بها، ولهذه الأبنية سحرها الخاص الذي يحمل عبق الأصالة.
ومن هذه الآثار خانقاه الفرافرة البهي. فأين يقع خانقاه الفرافرة ؟ و ماهي الغاية التي شيد لاجلها؟ وكيف يبدو الآن؟
لنعرف الأجوبة عن هذه المعلومات وغيرها، توجهنا إلى الباحث المهندس الاستشاري محمود سيكت عضو لجنة التراث في نقابة المهندسين فرع حلب وعضو لجنة الدراسات والبحوث الاستراتيجية في جامعة حلب.
الذي بادرنا قائلا:
الأبنية التراثية الحالية والتي مازالت مأهولة ومشغولة بالفعاليات التجارية والدينيه والاجتماعية أو الدفاعية أغلبها يعود الى التسلسل التاريخي التالي والذي يبدأ من القرن العاشر الميلادي وهي الفتره الحمدانية ثم السلجوقية ويليها الزنكية ثم الأيوبية ويليها المملوكية والتي تعود لمنتصف القرن الثالث عشر للميلاد ثم تلتها الفتره العثمانية والتي بدأت مع بداية القرن السادس عشر( ١٥١٦) م.
لقد تنوعت الاشكال المعمارية لكل عهد وتميزت بهوية العهد أو الفترة التي نشأت فيها وخاصة المباني الدينية والمدارس والخانات والقيسريات والتكايا والزوايا والأبنية الدفاعية وأقصد السور والأبراج وماتضمنته القلعه من مبان دفاعية وحمامات وقصور ، وأغلبها يعود للعهد الزنكي و الأيوبي والمملوكي.
وأطلقت كلمه خانقاه كمصطلح للتعبير عن المباني المخصصة للتفرد بالعبادة وإيواء المنقطعين وطلاب العلم المقيمين والوافدين من خارج المدينه والعابرين.
وكانت تقدم الطعام والمأوى لهؤلاء وتحولت الكلمة الى زاوية في العهد المملوكي وأصبحت تكيه في العهد العثماني.
وخانقاه الفرافرة واحد من تلك المباني التي يعتقد في إنشائها إلى الملكة ضيفة خاتون في العهد الايوبي عام ٦٣٥ هجري.
واستخدم خانقاه الفرافرة البهي لذات الوظيفة التي سبق ذكرها أعلاه، وهو بناء مميز بنافورته وصحن فنائه وإيوانه ومحتوى عمارته من غرف وممرات وكل مستلزمات الإقامة فيه ولقد رمم حديثا وأصبح دارا لتحفيظ القرآن وعلوم الدين والعلوم الفقهية.
يقع البناء في حي الفرافره في قلب أحياء حلب القديمة وهو حي تجد فيه سكينة لأجساد أحبت الشهباء وعيون ترنو إلى الجمال.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام