الجماهير || محمود جنيد
يممت وجهي شطر قبلة المدينة ( الجامع الكبير) ووضعت رحال شوقي على أعتابه هائما مستغرقا، تهفني نسمات عطر الطور المحاذي لدكاكين الطيب، ويخطَف أنظاري الحالمة رفيف الحمائم وهديل تسبيحها ” وحدو ربكم”، متسقة مع ترانيم الموالد التي ينشدها جوقة المكفوفين الطيبين المتوزعين في صحن الجامع ..
بعد صحوة على يقين الواقع .. نجد بأن أولئك رحلوا عن الزمان والمكان في حقبة سوداء، حل محلهم فيها رائحة دخان بارود الحاقدين، ودويّ قذائف إرهابهم التي خلفت الدمـ.ـار والخـ.ـراب ..!
لكن ..وفي نظرة حائمة إلى أعلى نرى مئذنة الجامع الأموي الكبير تشرئب منتصبة في الجزء الثالث من مرحلة إعادة تعميرها، تستعد لرفع الآذان وتجميع المصلين والذاكرين والمنشدين والدعاة ليؤدوا مناسكهم ..
كل قطعة حجر غافية في الفناء الخارجي للجامع الأموي كانت تحدث جوارها عن تاريخه بانتظار دورها في العودة إلى موضعها.. من مر وصلى وتعبّد، وأنار واستنار، وارسى وبعث رسالة السلام والإسلام السمحة..
العمل والدأب مستمر، والصلاة ستقام في الجامع الكبير بمشيئة العلي العظيم.
تصوير جورج اورفليان
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer