الجماهير || عتاب ضويحي
يخيم الغلاء على مختلف السلع والمنتجات، عاكساً آثاره السلبية على مختلف الصناعات والحرف فمنها من التهمتها نيرانه ومنها من تقاوم للاستمرار حفاظاً على اسم وتاريخ، كحرفة صناعة الأحذية الطبية، التي تعتبر من المهن ذات الطبيعة الخاصة كونها تتعامل مع أشخاص يعانون من حالات صحية حساسة ، الخطأ فيها غير مغفور.
“الجماهير “وفي لقاء مع أحد أبرز الأسماء المعروفة في صناعة الأحذية الطبية بحلب، حاولت تسليط الضوء على هذه المهنة وما تعانيه من صعوبات ومعوقات مع ارتفاع الأسعار الجنوني المتزايد، إذ أوضح الشاب وسيم جديد الذي ورث المهنة أباً عن جد أن مهنة صناعة الأحذية الطبية بقسميها” التعويضي والتقويمي” مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، لأننا نتعامل مع أناس لا يمكن التلاعب بمواصفات أحذيتهم من حيث التصنيع والتفصيل ، لأنه سيؤثر بلا شك على النتائج العلاجية المرجوة.
وأشار جديد أن الحالات المرضية متنوعة منها مشكلات القدم الوراثية ، الحركية، عصبية كهبوط القدم، ومشاكل القدم السكرية من انتفاخ وفتحات ، التفاف المشط، قصر بالطرف، إصابات بالعظم، والأكثر شيوعاً تسطح القدمين، حيث يتم معالجة كل حالة وفقاً للوصفة الطبية وتشخيص الطبيب المعالج وتصنيع وتفصيل أحذية علاجية مناسبة لكل حالة يدوياً عدا مرحلة الخياطة تتم بالماكينات فقط، ويتم مراجعة الحذاء من قبل الطبيب المختص للحظ التعديلات المناسبة.
ارتفاع أسعار المواد وقلة اليد العاملة
وكغيرها من المهن تعاني الحرفة من معوقات وصعوبات عمل، منها كما ذكر جديد ارتفاع أسعار المواد الأولية فـ 99 بالمئة منها مستورد، لكن فقدان المادة أصعب بكثير من غلاء سعرها على حد قوله ، وللتحايل على هذا الأمر لجأنا إلى الاعتماد على مواد من الدرجة الثانية أو الثالثة وحتى الرابعة لتأمين القطعة للزبون، دون التقليل من مواصفاتها الطبية لكن مع عمر افتراضي أقل، مما لو استخدمنا مواد من الدرجة الأولى، لكن ما في اليد حيلة، مشيراً إلى استخدام الجلد الطبيعي حصراً لأن المريض يستخدم الحذاء لساعات طويلة لذلك فالجودة مطلوبة.
أما الصعوبة الثانية قلة اليد العاملة الخبيرة ، و”60″ بالمئة من اليد العاملة إناث، يتم تدريبهم وتعليمهم المهنة كمصدر للرزق أولاً حتى ولو لم يستمروا في العمل بورشتنا، فالحرفية العالية والمتمكنة من أهم شروط المهنة لنجاحها واستمراريتها، ناهيك عن الأجور غير المناسبة.
وتختلف الأسعار بين كل حذاء وآخر فلكل حالة وقياس سعر خاص.
وفي ختام حديثه أشار جديد إلى أن مهنة صناعة الأحذية باتت قليلة ونادرة في حلب، لذا نسعى إلى تحقيق الفائدة للمريض قبل المنفعة لنا، للحفاظ على مهنتنا وحمايتها من المصير المجهول.