زُهيدة هورو
يغرد العيد بترانيمه المجيدة لينسج بموسيقاه نجمات معلقة بثنايا الروح كتلك الأجراس التي تقرع بألحانها حكايا الميلاد وبكلمات وأصوات تصدح بالصلوات بحناجر مؤمنة تنير العتم ليشيع النور في ظلمة الليل، بيوم تمحى فيه الكراهية وينبت الحب والسلام، تتزين الأرض بالخيرات والصلوات والفضائل ليعلن بذلك الميلاد.
كلمات وكلمات تغنى بيوم الميلاد تحمل في خفاياها الكثير من الحكايا والمعاني ألحانها تشدو لتكون الزينة في كل بيت ومغارة العيد .
ولندع ليفون عباجيان المرنم بكنيسة القديس يوسف ومن خريجي المعهد العالي للموسيقا بدمشق يحدثنا أكثر عن ترانيم الميلاد قائلا: الترنيمة تعني الأنشودة التي تحمل في كلماتها معاني روحية والتي تكون مستوحاة من المناسبة التي يرنم فيها ، كما تكون كلماتها أحيانا صلوات ومناجاة مع الخالق .
وتابع عباجيان بأن ترانيم الميلاد قسمان قسم منها يعود للقرون المسيحية الأولى والتي كانت تصنف من ضمن التراث الكنسي القديم كالموسيقا البيزنطية والسريانية والأرمنية ..
وأغلب تلك الترانيم تم تأليفها على يد القديسين الذين عاشوا في الأديرة ونظموا التسابيح الروحية
أما القسم الآخر فهو الترانيم الحديثة والتي تعتمد على كلمات من وحي المناسبة واللحن الحديث وبإمكان أي شخص مهتم بهذا الجانب تأليفها،
وبين بأن الترانيم الحديثة تأخذ في بعض الأحيان طابعا إنسانيا أكثر أو تكون خاصة بالأطفال تعلمهم المحبة والخير وتحثهم على مساعدة المحتاجين وخاصة في فترة العيد .
وعن ترانيم عيد الميلاد أوضح عباجيان بأنها لابد أن تحمل في طياتها رموز العيد والمعاني الروحية الخاصة بالميلاد ( كميلاد المخلص من العذراء مريم وتقديم المجوس للهدايا والرعاة الساهرين والملائكة المبشرين ) .
ومن المؤكد بأن هناك صفات يجب أن يتحلى بها المرنم وعما يميز الترنيمة عن الأغنية، يجيبنا عباجيان: المرنم يجب أن يكون مصليا وروحانيا بالدرجة الأولى ويشعر بالكلام الذي يرنمه ، أما ما يميز الترنيمة عن الأغنية فالترنيمة إيصال رسالة من خلال كلمات ولحن لتكون دعوة للناس للصلاة والتقرب من الخالق .
وأشار بدوره كمرنم بأنه أمام مسؤولية كبيرة ليكون عنصر جذب للناس للقدوم للكنيسة و لحضور الصلوات .
وعند سؤاله إن كان هناك من ترانيم جديدة في كل عام، أكد أنه وفي كل عام وبشكل دائم هناك ترانيم جديدة والطابع الذي يطغى على ألحانها يتسم بحسب المناسبة أو العيد، فترانيم الميلاد تعتمد فيها ألحان فرحة تحمل بهجة وسرور العيد،
لكن وبالرغم من التجدد هذا لابد من المحافظة على التراث والألحان الطقسية القديمة.
لابد من الذكر بأن ليفون عباجيان أيضا المسؤول عن المدرسة البطريركية للموسيقا البيزنطية التابعة للروم الملكيين الكاثوليك بدمشق.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام