الضرر النفسي يصيب أعداداً كبيرة جراء الزلزال .. د. حايك : الإغاثة النفسية حاضرة وستون حالة تعالج يوميا في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية
الجماهير || محمود جنيد
آثار وتصدعات نفسية قاسية يخلفها الزلزال المدمر، سواء من هول الصدمة أو انتشار معلومات واخبار زائفة تصدر من جهات وشخصيات غير متخصصة، وهو ما رصدناه في سلوكية الكثير من الأشخاص من حولنا وضمن مراكز الإيواء وصرحوا لنا بذلك، الأمر الذي يحتاج للتدخل الإغاثي النفسي وبصورة ملحة لمعالجته نظرا لما يترتب عليه من تداعيات على الفرد بمنعكساتها على المجتمع.
وبين الدكتور بسام الحايك مدير عام الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية والعقلية بحلب، بأن الأعداد المتضررة نفسيا من هلع الزلزال كبيرة لكنها ستتناقص بطبيعة الحال مع الوقت، مع بقاء نسبة خمسة بالمئة ستعاني من رواسب المشكلة النفسية قبل أن تزول بالتدريج.
وأشار د. حايك إلى أن نحو ستين حالة تراجع هيئة مستشفى ابن خلدون يوميا على مستوى حلب للعلاج من الٱثار النفسية لهلع الزلزال، مشيرا إلى أن الهيئة وفي إطار الاستجابة الطارئة لغوث المتضررين من الزلازل وحرصا منها على تقديم الخدمات على صعيد الصحة النفسية، أطلقت مبادرتها لمساعدة المواطنين في ظل صعوبة الوصول إلى الهيئة، بتقديم الاستشارة الطبية النفسية والعلاجية للحالات بشكل مجاني عبر فريق طبي مكون من طبيب ومرشد نفسي وباحث اجتماعي وممرض،
وكشف حايك بأن تم تشكيل فريق عمل يجوب مراكز الإيواء بحلب بعد تقسيمها إلى أربعة قطاعات، بشكل دوري يقدم جميع الخدمات العلاجية والدوائية، إلى جانب خطة خاصة للحالات الاسعافية.
و حول سبل العلاج للكبار والصغار، بيّن الدكتور حايك، بأن الطفل يتمتع بالمرونة المطلوبة لتجاوز الأزمة مع الوقت، مع ضرورة تقديم المعلومات الصحيحة له حول الزلزال، وإشغاله بأنشطة ونزهات وأحاديث اخرى بعيدة تماما عن الكارثة وخسائر الزلزال مع عدم إعطائه العلاج الدوائي إلا في ٱخر مرحلة، لافتا إلى الدور الكبير بالعودة للمدارس، لتجاوز الآثار النفسية من خلال تفريغ الطاقة، والتعرف على تجارب زملائه الإيجابية واللعب وممارسة الرياضة المدرسية.
وبالنسبة للكبار يؤكد الحايك على تأمين الأولويات مثل المأوى والطعام والشراب، وفي حال تحققت يمكن بعدها تقديم الدعم النفسي، بالحديث معه والسماع لمشكلاته، و إعطائه الدواء في حال الحاجة.