الجماهير || محمود جنيد
في الوقت الذي نبحث فيه سبل التحول من خطة التحرك الإسعافية الطارئة للتعاطي مع تداعيات كارثة الزلزال إلى خطة عمل منظمة شاملة على جميع المستويات الإغاثية، مازال هناك من يرزح تحت حطام المأساة، ويبحث عن غطاء العافية للأضرار الجسدية والنفسية والمادية التي تعرض لها، وعن سقف وأربعة حيطان تستره وعائلته، بعد أن دُفِن شقاء عمره تحت الأنقاض ولم يعد لديه منزل خاص يلوذ به!
وعندما نتحدث عن المأساة، فهناك الشابة (آية بصال) ذات الثمانية عشر ربيعاً، والتي قدر لها أن تحمل أسية الكارثة عن بقية أفراد أسرتها الستة (الأب والأم وثلاثة إناث وطفل ذكر وحيد يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف)، إذ تنادى جميع أفراد الأسرة من غرف البيت العربي الواقع في حي الكلاسة، لمحاولة إنقاذها، لكن السيف سبق العذل، إذ انهار سقف وجدران الغرفة فوق جسدها كما تروي ” للجماهير” الأم فاديا محمد مجوز، لدى محاولات إنقاذها، لتكسر ظهرها وذراعها ورجلها، وتصبح الشابة آية عرضة لإمكانية الإصابة بالشلل، وهو ما لم يتكشف بصورة نهائية بعد إجراء العمليات الجراحية التي استدعت تثبيت مفجري دم في الصدر!
وتضيف الأم فاديا: الزلزال سبب انهيار البناء والخرابة المهجورة المحاذية فوق منزلنا الذي أصابه الدمار ولم يعد صالحا للسكن، وتردف بأن الأسرة كانت مستورة في ذلك المنزل المتواضع، لكنها الآن اصبحت بلا مأوى ووضع العائلة يرثى له؛ الزوج عامل متعيّش باليومية على باب الله، وآية مازالت في وضع حرج.
وتؤكد أم آية أخيرا مع زفرات الالم والأسى التي تنفثها من قلب موجوع ، بأنه لا يجوز مع كل ما حصل سوى تفويض الأمور إلى الله، مع الدعاء لآية التي تتلقى العلاج الآن في مشفى حلب الجامعي، الغرفة رقم (٤٦٢) ، ولجميع المصابين جراء الزلزال بالشفاء، وطلب الرحمة والمغفرة لمن ارتقى إلى جوار ربه.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام