الجماهير || محمود جنيد
وجع مزلزل يهز الوجدان، من خلف جدران و باب غرفة المستشفى متجاوزا حاجز المكان ..
وأي وجع..! الخالة فاطمة محمد كردية تستقبلنا بملامح القلق والتوجس: انتبه فالطفلان الشقيقان محمد وليث ياسين المتضرران بشدة، لايعلمان بأن والديهما أصبحا في عداد الأموات الذي قضوا تحت أنقاض الزلزال!!
كل مايتذكره محمد (١١ سنة) الذي يحدثنا وهو يعتصر ألمه، بأن منزل العائلة المؤلفة من خمسة اشخاص، الطابق الخامس في حي الصالحين تأرجح بهم بقوة جراء الزلزال وبعدها فقد الوعي، ليجد نفسه في المشفى بجوار شقيقه ليث( ٦ سنوات)، الذي تنقل من مشفى لآخر وصولا إلى مستشفى حلب الجامعي.
محاولات الخالة فاطمة للتواصل مع عائلة اختها للاطئمنان على سلامتهم جراء الزلزال المرعب كما تروي لنا، باءت بالفشل الهاتف كان يرن دون أي رد، لتتلقى من شقيق زوج اختها ومن هاتف شقيه الراحل، نبأ الفاجعة وتهب لرعاية أبناءها الثلاثة ( عبد الغني نجا بأعجوبة ولم يتأذ ) الذين باتوا أيتاما على غير علم منهم، محمد خضع لعمل جراحي وتم تثبيت يديه ورجليه بصفائح معدنية، وليث الذي لم يتوقف عن صراخ الألم لديه تصدع بالجمجمة، وتلف في أحد قدميه إضافة لجرثومة في الدماغ.!!
محمد وغيث وعبد الغني، أصبحوا أيتام الوالدين، منزلهم أصبح كتلة دمار، فأي مأساة واي وجع هذا، في الوقت الذي تواصل فيه أمريكا عبثها، والكيان الصهيونـ.ـي اعتداءاته وجرائمه الوحشية ضد شعبنا السوري وشقيقه الشعب الفلسطيني.!!