#الجماهير || في هذه الزاوية وطيلة أيام شهر رمضان المبارك نستضيف سماحة مفتي حلب الشيخ الدكتور محمود عكام للإجابة على تساؤلاتكم واستفساراتكم حول فتاوى وأحكام الصيام :
#سؤال
ما هو الاعتكاف، وما حكمه، وما الذي يفسده أو يبطله ؟
#جواب
الاعتكاف هو: المكوث في المسجد بِنيّة التقرب لله جل جلاله، والمسجد الذي يصح فيه الاعتكاف هو المسجد الذي تصلى فيه الصلوات الخمس وتقام فيه الجماعة على رأي الإمام أبي حنيفة وأحمد. وذهب مالك والشافعي إلى صحته في كل مسجد, وساحة المسجد الخارجية من المسجد.
أما حكمه: فهو إما أن يكون مسنوناً أو واجباً. فأما المسنون فالاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان تطوعاً، وإما أن يكون واجباً اذا أوجبه المرء على نفسه بطريق النذر. فعن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية ان أعتكف ليلة في المسجد الحرام. فقال: (أوفِ بنذرك). رواه البخاري.
ويشترط في المعتكف الإسلام والبلوغ والطهارة من الجنابة ومن الحيض والنفاس. ودليل الاعتكاف المسنون فِعلُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد كان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً. رواه البخاري. ويباح للمعتكف الخروج من مُعتَكفه بعض الوقت لحاجة، كما يباح له التطيّب والاغتسال والتزين, ويمكنه الخروج لحضور جنازة وعيادة مريض وقضاء حوائج أهله.
وأما مبطلاته أو مفسداته، فهي: الخروج لغير حاجة عمداً, والردة عن الإسلام, وذهاب العقل، والحيض والنفاس، والوطء، واللمس بشهوة مع الإنزال. ولا يقضى الاعتكاف إلا اذا كان منذوراً واجباً فأفسده فعليه قضاؤه باتفاق الأئمة. ومن نذر الاعتكاف في مسجد ما فاعتكف في غيره صح منه إلا المساجد التي تشد إليها الرحال (الحرام، النبوي، الأقصى) فمن نذر الاعتكاف في إحداها لم يوفّ نذره إلا حيث حدد وعيّن. وهل يجب الصوم في الاعتكاف على من اعتكف في غير رمضان: اختلف العلماء في ذلك. فمنهم من أوجب الصوم ومنهم من لم يوجبه غير أننا نختار القول الأول وأن لا اعتكاف إلا بصوم. فاللهم تقبل منا عملنا كله دِقّه وجله، واجعلنا ممن يعتكف على مرضاتك، ويهرب مما يسخطك في كل أعماله وأقواله.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام