فتاوى الصيام مع المفتي عكام (14)

شيخنا الفاضل : كل عام وأنت بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك ونريد كلمة في بداية هذا الشهر الفضيل عن حكمة الصوم وغاياته ولك الشكر والتقدير0

الصوم عبادة شرعها الحكيم الخبير العليم بأمور خلقه ورعاية مصالحهم فما أمرهم بشيء إلا أن الخير فيه لهم وما نهاهم عن شيء إلا لأن الشر يصيبهم منه ومعلوم ان شرائع الإسلام تطوف حول مصالح العباد في دنياهم قبل اخرتهم 0

فالصيام عبادة تزكو بها النفس ويرتقي بها الخلق ويتحقق بها التراحم ويستعان بها على تعلم الصبر ويتخلص بها الجسد من فضلاته الضارة وسمومه القاتلة وتتحرر بها النفس من ضغوط مألوفاتها وأسر عاداتها لتتمتع بالحرية النظيفة في اختيار مصالحها وطلب منافعها بعيدة عن ضغوط الشهوات الأسرة والرعونات القاتلة 0 والصيام بعد ذلك أداء لحق المعبود والتماس لحبه المقصود ومظهر من مظاهر شكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى 0

قال ابن القيم; ”ان مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطرة المستقيمة شرعه الله تعالى رحمة بهم واحسانا إليهم وجنة” وقال; للصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة0000

فالصوم يحفظ على القلوب والجوارح صحتها ويعيد اليها ما استلبته منها أيدي الشهوات”

ويرى الغزالي ان مقصود الصوم كسر الهوى لتقوى النفس على التقوى فيصفو عند ذلك القلب 0

وقيل للأحنف بن قيس; إنك شيخ كبير وان الصيام يضعفك ، فقال; إني أعده لسفر طويل والصبر على طاعة الله اهون من الصبر على عذابه 0

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال ; صوموا تصحوا .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ; من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه

فاللهم اجعلنا من عتقائك من النار واجعلنا من عتقاء شهر رمضان وأدخلنا الجنة من باب الريان بسلام .

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام