الموسيقا في التصوف من أهم عناصر التراث اللامادي وتحمل مضامين في غاية الجمال.

الجماهير_ أنطوان بصمه جي
نظمت مديرية التراث اللامادي في مديرية ثقافة حلب، ظهر اليوم، محاضرة بعنوان “الموسيقا في التصوف” ألقتها الدكتورة ميادة مكانسي في صالة تشرين بحي السبيل وبحضور المهتمين بالشأن الثقافي.
وأكدت كندة الرمال رئيسة دائرة التراث اللامادي في مديرية الثقافة بحلب السعي المستمر للحفاظ على التراث اللامادي بكل عناصره  تفاصيله كافة، وأن الموسيقا في التصوف بشكل خاص تعد من أهم عناصر التراث اللامادي لتوضيح مفاهيم روحانية عديدة غافلة عن الناس، تظهر سعة الدين الإسلامي على تقبل أنواع التنوع الموسيقي وجميع الثقافات الأخرى بما تحمله من عناصر، وأن التصوف جزء من خطاب عالميّ امتدَّ في عمق الحضارات القديمة.
واستعرضت الدكتورة مكانسي خلال محاضرتها التصوف بوصفه غاية في الجمال، وهو بمثابة معراج ينقلنا من الواقع المادي إلى الجمال الروحاني، وأن التصوف مضمون روحي يتمرد على النمط الواقعي بالموسيقا التي تحمل فناً ساحراً تلفه الدهشة، وهو مختلف عن باقي الفنون من حيث  قدرته على التجديد.
وأضافت أن الموسيقا في التصوف عملية ضبط، وهي تنساب بكل حرية وتتحول لعالم آخر، ففي التصوف موسيقا تواقة ووجودها غاية واحدة للتعبير عن مكنونات النفس، وتشكل  مع التصوف حالة السحر، ويتجليان في الربط والتناغم في الثنائية الموجودة، واستخدامها لعناصر جمالية متضادة لرفع الإنسان إلى حالة السمو المطلق ونفي الفوضى وتحرير النفس من الواقع المادي. ومن خلال الموسيقا تظهر أصالة الجانب الإسلامي في التصوف، الذي انتهج منهجاً وآليات تطورت هي الأخرى وأصبحت من سماته على الرغم من الاختلافات بين المتصوفة واجتهاداتهم المعرفية في فهم الحقيقة وتجليها في الطرق الصوفيَّة من خلال توظيف الموسيقا والرقص الصوفي الذي يظهر وحياً مخبأ في حنايا المعنى الأدبي.
تصوير: هايك أورفليان
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار