“عبد الله الشحنة ” خبرة وطنية تعود بعد 30 عاما للوطن لتطبيق” العلاج بالموجات الصوتية” محلياً. 

الجماهير – أسماء خيرو
“الموسيقا هي المدخل للعالم بأجمعه ” اعتقاد ارتكز عليه الدكتور عبد الله شحنة اختصاص علوم موسيقية ونفسية في حياته ليثبت بالتجربة العلمية أهمية الموسيقا في علاج حالات مختلفة من الأمراض النفسية.
وقبل أن يشرع د. شحنة بتعريفنا خلال حديث مع الجماهير بأهمية استخدام الموسيقا في علاج الاضطرابات النفسية، وماهية تقنية العلاج بالموجات الصوتية وأهميتها وفوائدها العلاجية، وكيف تم تطبيقها محليا، كان لابد لنا الاعتراف بأن الناس من حولنا باتوا أبعد مايكونون عن راحة البال وهدوء النفس. إن القلق هو الشعور المسيطر على حياة الناس في وقتنا الحالي، إنه قلق ينتاب المواطن في كل ساعاته، ويحاصره من كل جوانبه نتيجة أزمات عايشها وواقع معيشي ضاغط ، ولم نكن هنا نستطرد في عرض الصورة القاتمة لواقعنا الحالي ولكن الآثار السلبية للقلق على صحة الإنسان استوجبت ذلك.
* حق الوطن
يقول د. شحنة : لقد عدت للوطن بعد 30 عاما من الاغتراب إيمانا مني بأن من حقه علي أن يستفيد من خبرتي العلاجية التي اكتسبتها نتيجة دراستي الأكاديمية في الجامعات الأوروبية والأمريكية مؤكدا بأن الموسيقا علاج فعال للجهاز العصبي يتأثر بها الدماغ والقلب سلباً أو إيجاباً بحسب “الهرتز Hz” بحيث تسهم الموسيقا في زيادة إفراز المواد الكيميائية التي تتحكَّم في عمل الدماغ والأعصاب والمشاعر والحالة النفسية، كذلك تحفز دماغ الإنسان على إفراز هرمون الدوبامين الذي يحسّن المزاج ويزيل القلق والتوتر ويمنح شعورا غامرا بالسعادة.
* الانطلاق عالميا
وبين الشحنة بأن تطبيق تقنية العلاج بالموجات الصوتية تم بعد حصوله على البكالوريوس من الجامعة الأمريكية ، إذ قام بتطبيقها عمليا على ذوي الاحتياجات الخاصة فئة الإعاقات الدماغية المصابين بمتلازمة داون ” في عام 1998 في العون في المملكة العربية السعودية ، كطريقة تأهيل وتعليم، وبالفعل أدت إلى نتائج مذهلة حيث تحول من معاق إلى إنسان أقرب إلى الطبيعي، بحيث أصبح عضوا فاعلا ومنتجا في المجتمع، لافتا إلى أنه بعد 6 سنوات بدأ بتطبيقها على الأسوياء كنوع من “التفريع الانفعالي” بعد أن كان قد أتم دراسته اختصاص علم النفس وحصل الماجستير والدكتوراه في العلوم النفسية والموسيقية.
* الانطلاق محلياً
وفي هذا الإطار وفي عام 2020 بدأ د. شحنة بتطبيق العلاج بالموجات الصوتية في مدينة حلب على الناس الأسوياء المصابين باضطرابات نفسية وعصبية.
يقول د. الشحنة : لقد بدأت بتطبيق العلاج بالموجات الصوتية في مدينة حلب منذ ثلاث سنوات وثبت بالتجربة نجاعته في معالجة حالات كثيرة تعاني من القلق ، الأفكار السلبية ، الاكتئاب، الصدمات النفسية ، الشروع بالانتحار ، لافتا إلى أنه تم معالجة حتى وقتنا الحالي 2667 حالة مرضية عانى أصحابها من اضطرابات نفسية نتيجة آثار الحرب ، والكورونا ، ومؤخرا كارثة الزلزال .
* آلية العلاج
وأوضح د. شحنة بأن العلاج بالموجات الصوتية/ WST/ يقوم على استخدام الموجات المحسوسة ، خلال الجلسة التي مدتها 45 دقيقة بعد تحديد المسار المطلوب بالاستفادة من الاهتزازات الصوتية التي تنشأ من/ OhmTuningFork / وهي شوكة رنانة تنتج التردد المقاس على الإنسان، وتطبق على بؤرة عصبية ألا وهي الناصية تنتقل مباشرة إلى عشرة أعصاب أساسية في جسم الإنسان، وبذلك تفتح مسارات الأعصاب وتتحول إلى تردد علاجي في جسد المريض يساعده على تفريغ أي تردد سلبي، ويعتبر التردد هادئاً، فيه استرخاء لكامل الجملة العصبية.
* موسيقا لا منطقية
ويضيف د. شحنة بأن تقنية العلاج بالموسيقا تعتمد على تفريغ الضغط النفسي” بالموسيقا اللامنطقية” أي إسماع الحالة موسيقا لاتتناسب مع السلالم الموسيقية المتعارف عليها باستخدام ” آلة موسيقية غريبة النغمات” بعد التأكد من دخوله في “مرحلة ألفا ” كون العمل يتم على العقل اللاواعي، لذلك يجب مخاطبته بلغة لا منطقية، وبذلك تسهم في إعادة التواصل مابين ذاكرة القلب التي تختزن المشاعر والدماغ اللذين حصل مابينهما خلل في التواصل نتيجة صدمة عنيفة وحادثة مؤلمة أو تجربة قاسية.
* شروط نجاح المعالجة
وأوضح د. شحنة بأن شروط نجاح المعالجة بالموسيقا اللامنطقية تنقسم إلى مرحلتين: الأولى ماقبل حضور الجلسة إذ يتوجب على المريض عدم تناول أي طعام قبل الجلسة بساعتين ، وعدم مشاهدة أية أفلام لها طابع العنف أو فيها رومانسية مبالغة، عدم مقابلة الأشخاص السلبيين، عدم استخدام الموبايل وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ، والثانية مابعد حضور الجلسة، إذ يتوجب على المريض اتباع تعليمات لمدة 21 يوما فيها يقوم بتنشيط مناطق معينة من خلال التدليك، وهم ( تحت العين ، الصدغ ، زوايا الفكين ، الترقوة ، وسط الشفة السفلى ، وسط الشفة العلوية ، وحفرة الرقبة ، شحمة الأذن ، مع إغلاق العينين خلال تطبيق التدريبات .
* المزايا والفوائد
وأشار د. شحنة إلى أن من أهم فوائد ومزايا العلاج بالموسيقا اللامنطقية ، زيادة معدل تدفق الطاقة، وفتح الطرق الحيوية، وزيادة التوازن والثبات ، تهدئة التوتر النفسي ، تهدئة التوتر العضلي ، تهدئة الضغوط وتخفيف الإجهاد وتحقيق التوازن بكامل الجسم ، زيادة الفائدة من الأكسجة والتنفس العلاجي ، التخلص من الأفكار السلبية الموجودة في اللاوعي ، علاج الصدمات النفسية ، علاج الاضطرابات النفسية.
* معالجة الزهايمر
وختم د. شحنة بأن العلاج بالموجات الصوتية تم تطبيقه بكثافة على حالات كثيرة وخاصة بعد كارثة الزلزال في مراكز الإيواء وجميعهم تم شفاؤهم مبينا بأن تقنية العلاج بالموسيقا بعد أن ثبتت بالتجربة نجاعتها في علاج التوحد ومتلازمة داون وشفاء أمراض الكولون العصبي ، السكر العصبي ، الضغط العصبي، الضغط النفسي ، الاكتئاب ، تم حاليا تطبيقها على مريض مصاب بالزهايمر، وكانت النتائج مذهلة، فبعد 14 جلسة عادت له الذاكرة الكلامية.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار