الجماهير – أسماء خيرو
أوضحت الأديبة والصحفية غالية خوجة بأنها منذ أن عرفت الأديب الراحل عبد الفتاح قلعجي والثقافة والإبداع هاجسه الحياتي والفني مثلما كانت طيبته تماماً، وكم جمعها “السياحي” كمركز يجتمع فيه جميع الكتاب والفنانين والتشكيليين، وهناك كانوا يتناقشون ويتحاورون حول كتاباتهم، وتقول: كم كنا نرى سعادته وهو ينجز عملاً من أعماله التي تعتبر من التراث الحلبي والسوري المحلي والعربي والإنساني، وبمجمل أعماله نلمس الذاكرة بفلكلورها الشعبي والمعاصر والحداثي، كما تخبرنا بذلك شخصياته المسرحية بشكل عام، عاكسة من ضمير الكاتب العالم بكل شيء تلك البنية الحياتية النفسية والسوسيولوجية واليومية والعرفانية المحلقة مع أسلوبه بين الشعري والفلسفي لدرجة أن أعماله المسرحية تتسم بفلسفة الحياة من خلال الإبحار في أعماق الذات الإنسانية والمجتمعية، عاكسة انتماءها وهويتها ومنطوقها المتضافر مع الرؤية المتكاملة من حيث العوامل والعناصر بتفاصيلها الجزئية والكلية وتحولاتها البنائية والفنية والجمالية.
ونوهت الأديبة خوجة أن القلم لم يفارقه منذ نصوصه الأولى بين شعر وسرد وفكر ونقد ومسرح، ولم يفارقه أثناء الحرب الكونية على سوريتنا الحبيبة، وظل متشبثاً بأرضه رغم جميع الظروف، وظل القلم متشبثاً بأصابعه ليخط ما يحاوره مع ذاته والآخرين معتبراً الحياة مسرحاً من “فانتازيا الجنون” للوصول إلى “البوابة- 7 مسرحيات” الصادرة مؤخراً عن الهيئة السورية للكتاب، وكم كان سعيداً بها لأنها كانت الرقم 99 من أعماله، لكنه عبر تلك البوابة البرزخية تاركاً لشخوصه أن تخبرنا عن كلماته ودلالاتها في أزمنتها المتشابكة وفضاءاتها المتحركة بيننا لترفع الستارة مجدداً لتلك النصوص التي نأمل أن تعيد الجهات المعنية عرضها على المنصات السورية كافة.