زُهيدة هورو
ومع تناغم ألحانٍ موزونة رسمتها نوتات تعزف كل إيقاعات الحياة وصورها استطاعت أن تثبت وللملأ بأن كل ما فيها من آلات ليست بحديثة العهد و هي أسمى بأن تكون للهو والمتعة , لذا مخطئ من يظن ذلك في الموسيقا فالتاريخ يشهد لها ويحدثنا عن عراقة وعظمة ما في هذا العلم من آلات موسيقية متجذرة بفكر وثقافة الإنسان خاصة الإيقاعية منها والتي قد اهتدى البشر إليها منذ القدم حيث في بداية الأمر كانوا يستخدمون اليدين والقدمين وأيضا الفم لضبط الإيقاع الموسيقي ومن ثم لجؤوا لصنع الآلات الإيقاعية منها ( الطبول ,الدفوف , الصنوج ) وغيرها الكثير من الآلات والتي لاقت تطورا تدريجيا مع مرور الزمن خاصة بابتكار أصناف جديدة منها باختلاف أنواعها وأشكالها .
#سيمون_مريش أستاذاً للآلات الإيقاعية في المعهد العالي للموسيقا بدمشق , والعازف المعتمد ضمن الفرق والأوركسترات لما يمتلكه من إبداع مشهود باحترافه الموسيقي خاصة ضمن اختصاصه بعلم الآلات الإيقاعية وبحوارٍ موسيقي جمعنا معه عرفنا على ملامح مهمة للإيقاعيات و على جوانب فنية مميزة من رحلته الأكاديمية الطويلة بمجال الموسيقا .
- عالم الإيقاعيات
وبداية الحوار مع مريش عن الآلات الإيقاعية وأنواعها ليحدثنا قائلاً : هي عالم موسيقي آخر بحد ذاته لما تمتاز به من جمالية فريدة بالصوت وحضور موسيقي لافت ، إضافة لأنواعها المتعددة فمنها الآلات اللحنية الخاصة بعزف النوتات مثل ( الماريمبا ,الفيبرا فون ,الزليفون ,الاجراس , التيمبني ) والصنف الآخر منها تؤدى بدون استخدام النوتات أثناء العزف عليها ليذكر منها (الطبول ,البيزرام ,السنير ,الدرامز ) , مضيفا بأن الآلات الإيقاعية تعتمد على بنية ما تتكون منه فمنها الخشبية وهناك المكونة من المعدن وأنواع مصنوعة من الجلد , وأخرى مصنوعة من العناصر الثلاث معاً (الخشب ,المعدن ,الجلد ) أو من عنصرين منها .
- رزانة حضور
وبما يخص دور الإيقاعيات ضمن الفرق الموسيقية وخاصة الأوركسترا أشار مريش بدورها الموسيقي الكبير والمهم ضمن الفرق لما تقوم به من مهام بضبط الإيقاع أو المنظومة اللحنية وهو ما تقوم به أيضا ضمن الأوركسترا إلى جانب دورها الآخر والمهم ألا وهو إضافة ثقل ورزانة للعمل بتمثلها الحالة الدرامية خاصة إذا كان العمل الموسيقي المقدم يحاكي موضوع درامي أو قصة معينة، فهي تضيف عنصر الجذب والثقل للحالة الموسيقية المراد منها على خشبة المسرح
أي بأنها تؤدي الدور المطلوب منها بحسب وجودها ضمن الفرق والأوركسترات بما يخدم طبيعة وفكرة العمل الموسيقي ككل .
- رحلة موسيقية
هو عازف أكاديمي اختص بالآلات الإيقاعية ككل ،عرفنا على ملامح رحلته مع الموسيقا ضمن اختصاصه , إذ قال بأن رحلته مع عالم الموسيقا قد بدأت منذ سنوات طويلة أي ما قبل تأسيس المعهد العالي للموسيقا حيث قضى مريش سنوات من عمره باحثاً ومتعلماً بكل ما يخص قواعد ونظريات الموسيقا وعند علمه بوجود المعهد العالي للموسيقا وصف ذلك من حسن حظه للالتحاق في صفوف المعهد لنيل صفة العازف الأكاديمي من خلال ثقل موهبته ودعمها واكتساب مهارات وخبرات اكثر فهو من أحد طلاب الدفعات الأولى , معتبرا بأن هذا المكان هو الأنسب ليكمل أي شخص ملهما بالموسيقا دراسته و بصورة أكثر حرفية و أكاديمية بما يمتاز به المعهد من وجود منهج موسيقي كامل وشامل لكافات الاختصاصات الموسيقية المتعددة والمهمة والتي تجعل من الموسيقي شخصا متكاملا بما يكتسبه من مهارات وعلوم تعزز شخصيته بكل مايقوم به من عمل خاصة ضمن اختصاصه .
لافتاً إلى مرحلة ما بعد التخرج بأنه عمل أستاذاً ومشرفاً بصف الآلات الإيقاعية إضافة لمواد موسيقية أخرى تسمى (المعلوماتية) وتعني بكيفية كتابة النوتات على جهاز الكومبيوتر وتوزيعها على مجموعة من الآلات الموسيقية خاصة ضمن الأوركسترا، إضافة لعمله في مجال المسرح مع أشخاص معنيين في هذا المجال وأيضا عمله بنطاق المؤلفات الخاصة بالإيقاعيات ضمن ماكان يشارك به سواء أعمال مسرحية أو مع كل من طلبة الباليه والتقنيات والتمثيل ضمن المعهد العالي.
متابعاً بأنه تعلم من خلال العمل فيما يخص كافة فنون المسرح كيف تقوم الموسيقا بدورها المهم والبارز ضمن العرض خاصة الإيقاعية منها، ليذكر بأنه قد شارك بالعديد من الأعمال الخاصة بالمسرح بصفة عازف وأيضاً مؤلف موسيقي و آخر مشاركته كانت ضمن العمل المسرحي الذي قدم بمهرجان قرطاج الدولي مع الأستاذ جمال شقير والذي حمل أسم (استاتيكو) و حصد عدة جوائز فنية من بين أعمال أخرى كانت المنافسة له ضمن المهرجان .
- مؤلفات وأمنيات
وبما يخص المؤلفات الخاصة بالآلات الإيقاعية ذكر لنا بأن هناك الكثير من المؤلفات والتي كتبت خصيصا للآلات الإيقاعية خاصة ضمن البرنامج الكلاسيك أو ما يسمى (الريبرتوار ) والتي تؤدي فيها الآلة الإيقاعية دورها الصولو أي الدور الأساسي ضمن العمل الموسيقي .
وعما كان يتمناه من أمنيات موسيقية قد حققها ذكر بأنه قد أسس العديد من الفرق الخاصة بالآلات الإيقاعية ليذكر منها (بيركيومانيا ) عام 2008 موضحا المعنى العام لأسم الفرقة بيركيو هو اختصار للبيركاشن , ومانيا تعني الهوس بالآلات الإيقاعية إضافة لفرقة ( كونفيوجن ) وهي أيضا من الفرق المهمة التي أسسها مريش والتي قدمت نتاجها الفني في عدة دول عالمية منها الهند .
كما كتب العديد من الأعمال الخاصة بالآلات الإيقاعية ليذكر بذلك عمل قُدم في ألمانيا حيث كُتب على قالب السويت واصفا فكرة العمل بأنه أشبه برحلة خاصة بالإيقاعات الموجودة في أنحاء العالم , والهدف منه هو جمع كل الإيقاعات التي تتشابه فيما ببنها ضمن قالب موسيقي معين ليعرف الناس من خلال ذلك على جمالية الآلات الإيقاعية الخاصة بكل نمط موسيقي وكل حضارة بلد .
- بصمة خاصة
وعن كل مايقوم به من مهام موسيقية أوضح مريش بأن الشغف الأساسي في حياته الفنية هو العزف من خلال مشاركاته المتعددة خاصة ضمن الفرق والأوركسترات , إضافة إلى دوره المهم و البارز بتوليه صفة المستشار المساعد خاصة ضمن الاوركسترا .
وبما يخص قيادة الفرق الموسيقية قال بأنها تتم أثناء قيامه بالعزف أي بأنه يدمج ما بين المهمتين في آنٍ معا معبراً عن رأيه بذلك حيث لا يمكن أن يتجرد الموسيقي عن شغفه الأساسي خاصة إذا كان عازفا فكل المهمات الموسيقية التي يؤديها تنصب بشغفه الأساسي الذي يسعى إليه دائما .
وعن الهدف من كل ما يؤديه من أعمال ومهام موسيقية يشير بأنها الرغبة الملحة لديه دائما لتقديم كل ماهو راقٍ وحضاري بعالم الموسيقا وخاصة الإيقاعيات , والإيمان بأن كل أعماله لابد من أن تحمل في طياتها قيم موسيقية عالية ومزايا فنية هادفة .
ولكونه أستاذا للآلات الإيقاعية في معاهد موسيقية عدة منها المعهد العالي لذا من المؤكد بأن بصمته الموسيقية الخاصة تحمل حتما الطابع الجاد و الراقي بأعماله القريبة من وجدان الناس ومشاعرهم ليثبت بأن الموسيقا هي بالفعل غذاء لروح وليست لمجرد الترفيه فقط .
- ملامح فنية
وعن رأيه بأهمية الترابط ما بين الدراسة الأكاديمية و الخبرة المكتسبة عند العازف بين مريش بأن الترابط بينهما ضروري وهام و إحالة أن يتجزآن عن بعضهما فالخبرة مهمة للعازف تزيد من ثقته بنفسه من خلال وجوده وبشكل مباشر على خشبة المسرح وأيضا هو حال الدراسة الأكاديمية والتي تخلق للعازف الطموح الأكبر وتحدد ملامحه الفنية و الموسيقية منطلقا نحو كل ماهو راقٍ و أفضل من خلال تطوير قدراته وذاته.
وبالرغم من كل ما وصل إليه من خبرة أعوامٍ طويلة بمجال الموسيقا وخاصة الإيقاعيات , بين لنا بأنه حتى يومنا هذا مازال يتمرن مع طلبته وبشكل مستمر , مؤكداً بأن الدراسة الأكاديمية تحقق المسار الأفضل دائما إلى جانب الخبرة ولأن كل عازف يسعى لتحقيق طموحاته بالوصول إلى المستوى الفني المطلوب وبكل المقاييس والمعايير فلابد من هذا الترابط بينهما ليحقق كل مايسعى إليه من نجاح وتميز .
=====
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام