| محمود جنيد
الكلام عن منتخبنا الوطني لكرة السلة أخذ صيغة الطالع نازل على هوا السحبة و النتيجة، من الصدمة و الحسافات بعدما أثقل علينا المنتخب الهندي ببهارات المفاجأة التي أعطستنا الخسارة، إلى المباركة و التهليل و الـ “خلو الفرحة سورية” بعد فوزنا الصعب على المنتخب السعودي، إلى العار و الشنار و المطالبة بالقصاص و الرحيل عن الكراسي بعد فضيحة فارق الـ31 نقطة التي لطمتنا بها أمواج البحرين.
ليالي الـ” شو تايم ” في نهائيات الدوري الملاح ومارافقها و أعقبها من إطراء و تفاؤل بمستقبل سلوي مشرق على يد قادة اللعبة الحاليين راحت مع السَلَطة، وقيمة استضافة حدث التصفيات الأولمبية في ربوعنا و التنظيم المميز ضاعت في سراديب القهر و الخيبة بعد صفعة البحرين التي أعادت حساباتنا إلى مربع ضرب الأخماس بالأسداس، فمن كبسناهم في عقر دارهم في غابر الزمن غير البعيد، ردوا لنا الصاع، و جابونا في القاع.!
جوهر ماسبق أن الآخرين من حولنا يتطورون بصورة لافتة، تمهدها استراتيجية متوجة بخطة تنفيذية واضحة علمياً وعملياً، بينما نصطدم بعد هالات وهم بأننا مازلنا نحتاج إلى “فت خبز كتير” بعد إضافة الكمية المناسبة من خميرة الفكر والعقلية المنفتحة على تجارب الآخر الذي بهدلنا لنستنير و نستفيد منها.!
الأندية تجد نفسها ملزمة بتطبيق احتراف فضفاض على ملاءتها المالية، لتغرق في هم تدبير دفعات عقود المحليين، والأجانب “نصف الكم” المتاحين، فتكون الغلبة أخيرا لمن وجد الدعم وجلب الأجنبي الافضل ليخلص له البطولة، لا لمن أسس وبنى و أوصل مواهب حقيقية للفريق الأول لينافس بها، ويرفد المنتخبات الوطنية.
كل ذلك يجري وسط تعقيدات بيروقراطية تحد من قدرة الاندية على انعاش بنيتها الاستثمارية وتعمير خزائنها الفارغة، لتتمكن على أبسط تقديرمن بناء أو استكمال مشاريع منشاتيه كما بالنسبة لصالة نادي أهلي حلب التي لم تبصر النور، لتوفر لفرقها ولاعبيها الوقت الكافي للتدريب و تطوير مهاراتهم وتنفيذ خططهم، كذلك تقديم الدعم اللازم للاعبين الموهوبين غير المتفرغين، و المشتتين في التزاماتهم، فموهبة المنتخب البحريني مصطفى الراشد ٢١ عاماً والذي أتخم سلة منتخبنا ب٣٢ نقطة وكان مثار إعجاب وحديث الجميع لم تخلق من العدم.!
العيوب الفنية على المستوى الفردي والجماعي، والقيادة غير الموفقة من قبل المدرب للمنتخب، والتعثر ادارياً في ملف المغتربين، كلها أمور يجب التنبه لها، إلى جانب الاهتمام بالبنية التحتية من اللاعبين، والاستفادة من الأخطاء، لنحقق النهضة و التطور الذي ضللنا طريقه.!
قد يعجبك ايضا