محمود جنيد
كسب أهلي حلب رهان جولة مهمة بتأهله إلى مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي من بوابة المحلق، أرسى من خلالها دعائم مشروعه الاستراتيجي البنائي، لفريق شاب يعتمد بقوامه وهيكلته على أبناء النادي بعد معاناة السنوات الماضية، وأعطى نفسه وجمهوره جرعة معنوية غاية في الأهمية ستدفع به قدماً إلى الأمام في المسابقات المحلية والآسيوية.
فرسان الأهلي تفوقوا على أنفسهم من خلال الروح والعزيمة التي رفعتهم فوق حواجز الظروف والعوائق التي رافقت رحلة السفر إلى الطائف، حيث ميدان معركة العبور إلى دور المجموعات المسابقة التي صنع الأهلي من خلال الفوز بلقبها 2010 مجده الآسيوي.
ظلال الفرح المخيمة بتأهل أهلي حلب، تجاوزت حدود جماهير ومناصري النادي لتعم مساحة الوطن التي كان عشاق الرياضة فيها بحاجة ماسة للفرح بأي إنجاز يجلي شيئا من الخيبات، وآخرها إخفاق منتخبنا الوطني لكرة السلة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد باريس والتي أقيمت في ربوعنا.
أحمد الأحمد ” عليش”، وحسن دهان، توجا مجهودات الفريق بتسجيل هدفي الانتصار الثمين العابر للحدود المحلية والمعزز للتمثيل السوري في المسابقة الآسيوية إلى جانب الفتوة، وكل منهما يمثل حالة مميزة لها أبعادها بالنسبة للمشروع الجديد، الأول عاد هذا الموسم إلى أحضان ناديه الأم بهيئة مشرقة حاملاً معه عصارة النضج والخبرة والعقلية الاحترافية، والآخر قدم التصور العملي لدور عناصر الشباب في الحاضر وللمستقبل.
لن نشطح كثيراً، فالتأهل يعتبر خطوة يجب أن تتبعها خطوات مدعمة بوقود المسير المادي والفني والمعنوي، لمواصلة المضي نحو هدف استعادة المكانة والأمجاد، لكن المهم هو وجود المشروع الرياضي، وهو ما تحتاجه الرياضة السورية، لتبني أسس تطورها ونهضتها في ظل الفشل و التقهقر الحاضر.!