الجماهير – أنطوان بصمه جي
نظمت مؤسسة القلب الأبيض الخيرية، بالتعاون مع مركز الإبداع الدولي مبادرة لحلاقة الشعر والعناية بالجمال مستهدفة الأطفال المتواجدين في معهد الأمل للإعاقة الحركية ومعهد التربية الخاصة للإعاقة الذهنية والسمعية، إضافة إلى طلاب معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين في حي الصاخور بحلب وذلك بمشاركة متطوعين عملوا بجهد وتفانٍ من أجل تحقيق أهداف المبادرة.
وأوضحت رئيسة مؤسسة القلب الدكتورة هوري أوسيب كوشكريان أن المبادرة من الأنشطة الإنسانية القيّمة التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الأطفال الذين يعانون من صعوبات حركية أو إعاقات مختلفة وكذلك المكفوفين والتخفيف من الأعباء المادية لأسرهم خصوصاً مع ارتفاع أسعار الحلاقة في المحلات، إضافة إلى تقديم الاهتمام والرعاية الخاصة بهم، مما يساهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم وتعزيز روح الانتماء والجمال الداخلي لديهم.
وأضافت الدكتورة كوشكريان خلال حديثها لصحيفة “الجماهير” أن أهمية المبادرة تكمن في تقديم الدعم اللازم والمساندة النفسية للأطفال الذين يواجهون صعوبات يومية وإلهام الأطفال وإبراز قدراتهم بغض النظر عن قدراتهم الحركية أو الإعاقات التي يعانون منها، وللمساهمة أيضاً في بناء مجتمع متماسك ومساعدة الفئات الأكثر احتياجاً من خلال تقديم العديد من المشاريع الناجحة في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والرفاهية، وإبراز قدراتهم للتأثير في العالم من حولهم، بما يعزز اندماجهم في المجتمع ويؤثر بشكل إيجابي على حياتهم.
وكشف مدرب الحلاقة الرجالية في مركز الإبداع الدولي سركيس هاكوبيان عن مشاركة 50 شاباً و 10 فتيات تطوعوا لتقديم الحلاقة الرجالية والنسائية للأطفال بعد خضوعهم لدورات تعليمية تلقوا فيها جميع المعلومات اللازمة على مدار شهرين، مضيفاً أن نشوء فكرة المبادرة الإنسانية كانت منذ 10 أيام والتواصل مع مؤسسة القلب الأبيض للحصول على الموافقات اللازمة، مؤكداً أن المبادرة ستكون مستمرة شهرياً لطلاب المعاهد الثلاثة بشكل مجاني، والعمل على الوصول إلى مدارس أخرى كمدارس الأيتام ودور المسنين.
وأكدت صفاء مخزوم معاونة مدير معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين وجود 70 طالبا وطالبة في المعهد موزعين على مراحل دراسية بدءاً من المرحلة التحضيرية حتى الثانوية، وأن المعهد يعمل على إعداد وتهيئة الطفل الكفيف بشكل سليم وبطرق نفسية وعلمية وتعليمية للاستفادة من قدراته مستقبلاً ودمجه في المجتمع.
أما مديرة معهد الأمل للإعاقة الحركية ومعهد التربية الخاصة للإعاقة الذهنية غفران قواص أكدت وجود 85 طالبا وطالبة، مبينة وجود قبول يشمل 25 طالباً حيث يتم قبول الطلاب من عمر 5 سنوات حتى 18 عاماً موزعين بحسب النظام الداخلي للمعهد حيث يتم إضافة سنتين لكل صف تعليمي، ويتم قبول الطلاب من ذوي الإعاقة التي تشمل الشلل الدماغي والنصفي والشقي والعظم الزجاجي.
في حين بينت مديرة معهد التربية الخاصة للإعاقة السمعية بحلب ربى جاويش وجود 150 طالبا وطالبة حيث يقوم الكادر التدريسي المختص بتدريس الطلاب من المرحلة التحضيرية حتى الثالث الإعدادي وفقاً لمناهج وزارة التربية المعتمدة في سورية بلغة الإشارة ويخضع الكادر التدريسي لتدريب خاص لمدة 3 أشهر لتعلم اللغة، مشيرة إلى وجود صعوبات تتمثل في قلة وسائط النقل والسائقين.
وأعرب مديرو المعاهد الثلاثة عن سعادتهم بالمبادرة الإنسانية التي تهدف لتحسين مظهر الأطفال وزيادة ثقتهم بأنفسهم ورسم الابتسامة على وجوههم، إضافة إلى أن العناية بالمظهر الشخصي يؤثر إيجاباً على الشعور بالثقة والحس المرغوب فيه لدى الأطفال. علاوة على ذلك، تمثل تجربة حلاقة الشعر أيضاً فرصة لتعزيز التواصل والاحترام بين الأطفال والمتطوعين الذين يجرون الحلاقة. وتشجع المبادرة أيضاً على تعزيز قيم المساواة والاحترام لجميع الأفراد بغض النظر عن قدراتهم البصرية أو الحركية.
وأضاف مديرو المعاهد أن الأطفال بفضل تلك المبادرة نالوا فرصة للاندماج في المجتمع والشعور بالثقة والسعادة، بالإضافة إلى وجود العديد من الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية التي تعنى بطلبة المعاهد في الجوانب التعليمية والطبية، لكن هذه المبادرة الإنسانية تُحَفِّز على العطاء من خلال تقديم حلاقة شعر الأطفال وتقديم الحلويات لهم كإحدى المبادرات القليلة التي تُعَبِّر عن ترابط المجتمع وجمال التعاون بين أفراده.