جامع الملخانة التاريخي يستعد للنهوض بعد النوائب

الجماهير || محمود جنيد
لفتنا لدى مرورنا قبالة جامع الملخانة ( التكية المولوية) مظهر المئذنة المعاد تأهيلها و الأحجار المفروزة و المصفوفة بعناية داخل الباحة، قبل أن نقتدي بالجماعة التي اصطفت لصلاة الحاجة نصرة لأهلنا في غزة وفلسطين عقب وقت الظهر في المساحة الجانبية خارج مصلى الرجال، الذي أطلت شمس الظهيرة من كبد السماء داخله، نظراً لتهدم القبة المركزية كما بدا لنا.
وبلقائنا بإمام الجامع الشيخ هشام الحسيني، أوضح لنا بأن الجامع الذي تعاقبت عليه أذيات وأضرار القـ.ـذائف الإرهـ.ـابية (التي أدت لاستشهاد زوجتي المؤذن وخادم الجامع) أيام الحـ.ـرب، و عقبها زلزال شباط الفائت، قيد الترميم والصيانة بعد إعداد الدراسة والمخططات اللازمة، والأعمال ستدخل حيز التنفيذ فور اتمام الإجراءات وأخذ الرخص و الموافقات الرسمية من قبل الجهات ذات الصلة في مديريتي الأوقاف والآثار والمتاحف، ومجلس المدينة .

وبيّن الشيخ الحسيني بأن أعمال الترميم ستشمل، المصلى الرئيسي( القبلية) وقببه المركزية والفرعية الستة، ومصلى النساء الذي تصدعت قبته جراء الزلزال وأعمال الصيانة والترميم لها ستجري دون إزالتها، كما ستشمل التكية وباقي أجزاء الجامع.
ولفت أمام جامع الملخانة بأن مئذنة الجامع الفريدة من نوعها كانت الوحيدة التي أنجزت اعمال الترميم لها اسعافياً قبل أن تنهار لأنها وقفت على عمود واحد بعد الزلزال.
«يذكر أن جامع الملخانة ( التكية المولوية) في الوصف العام هي أحد المعالم الإسلامية التي تعود ببنائها إلى العهد العثماني (تاريخ الانشاء: 1315هـ ) حيث شهدت المنطقة انتشارًا واسعاً “للتكايا” ومنها “التكية المولوية” أو ما يعرف حاليا بجامع “الملخانة”.
و “جامع المولوية” يقع في “باب الفرج” جنوب غرف ساحة باب الفرج، شرقي المتحف الوطني وينسب إلى «جلال الدين الرومي» المدفون في “قونية” 1273م.
وفي الوصف التاريخي: فقد أقام عامل حلبي سنة 1315هـ مسجدًا جامعًا وفيه مكتبة وسلسبيل ماء.

و أنشأ التكية الدرويشان الفارسيان “الميزار فولاذ” و”الميزار علوان” في القرن العاشر وتولى مشيختها لأول مرة الصوفي العالم الشيخ “أحمد مقري داده” سنة 937هـ 1530م.
و كلمة “دراويش” تحريف لكلمة “دربيش” و”در” تعني في و”بيش” تعني “طرف” والمقصود “المتروون” وكانت تكاياهم خارج البلدة تعتزل الناس كالأديرة.
و مازال هذا الجامع محافظًا على طبيعته العمرانية الجميلة رغم ما حل به ومئذنته التي تستقبل الداخل إلى الجامع لموضعها على الجدار الأمامي عند المدخل، وله ساحة فسيحة وفيه مصلى للرجال وآخر للنساء».

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار