على دراجة هوائية… رحلة حلم الستيني زكريا البان من حلب إلى دمشق. 

الجماهير – عتاب ضويحي
في الوقت الذي يبحث فيه ممن هم في عمره عن الراحة والاستقرار، فضّل زكريا البان 63 عاماً، مقيم حكام في اتحاد كرة القدم، أن يخرج عن المألوف ويحقق حلماً راوده منذ سنوات، وهو أن يقوم بمغامرة فيها الكثير من التعب والمفاجآت، بقطع مسافة 365 كم بين حلب ودمشق على دراجته الهوائية.
مشوار الـ 365 كم يبدأ باستدارة عجلة.
كانت نقطة البداية بالنسبة للبان أن يقدم شيئاً مميزاً ينقل حياته لنقلة نوعية، ومن حبه للرياضة ومحافظته على صحته ولياقته البدنية، اختار البان حسبما ذكر في لقاء ل “الجماهير” أن يقطع الطريق الواصل بين حلب ودمشق  على دراجته الهوائية التي قام بتجميع قطعها وتركيبها ، وأعد العدة في العام 2013 لكن لصعوبة الأوضاع بسبب الحرب آنذاك، تأجل الحلم للعام الحالي في 2 من شهر أيلول المنصرم.
بدأت مرحلة التدريبات والاستعداد لها من حيث تأهيل الجسم وتمرينه وزيادة اللياقة البدنية وساعات التمرين وقطع مسافات طويلة ضمن حلب، والتدريب على صعود الأماكن المرتفعة نوعاً ما، والدوران حول المدينة كاملة، هكذا حتى الإلمام بكافة الاحتمالات، والسؤال عن الطريق ووضعه من قبل سائقي الحافلات والشاحنات، وأهالي المحافظات على الطريق، وسرعة الهواء، كان الانطلاق صباح يوم السبت عند الساعة السادسة  و4 دقائق من دوار الموت لأصل  سراقب في العاشرة وخان شيخون عند الثالثة والربع وبعدها إلى حماة في السادسة و45 دقيقة ،وفي صباح الأحد تابعت المسير إلى حمص مروراً بحسيا والبريج ودير عطية، ومع مطلع الثلاثاء توجهت نحو النبك والقسطل إلى جسر معلولا وصولاً إلى ساحة المرجة عند الساعة 12 و55 دقيقة،
تكريم وترحيب
ذكر البان أنه في كل محطة يقف بها لتوثيق رحلته وتوقيعها من قبل الجهات المعنية، كان يتم استقباله بحفاوة وترحيب من الجهات الرسمية والأهالي، وفي دمشق تم تكريمه من قبل هلال الهلال الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي وفراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي، ولدى عودته لحلب استقبله وكرمه أحمد مازن رئيس فرع حلب للاتحاد الرياضي ورئيس مجلس المدينة الدكتور معد مدلجي.
صعوبات زادت العزيمة
رغم أن الرحلة كانت ميسرة لأن التخطيط لها كان دقيقاً من حيث التقيد بمسافات سير تتراوح بين 70 – 100 كم يوميا وفي ساعات الصباح الأولى فقط ، إلا أن الصعوبة الأكبر  في رحلة البان حسب قوله عدم التشجيع على قيامها من قبل محيطه إما للخوف عليه وإما باعتبارها مغامرة تكتنفها المخاطر، الأمر الذي زاد من إصراره على القيام برحلته، يدفعه سبب أكبر هو في أن يستذكر الطريق الذي كان يمر به ابنه الشهيد “يحيى”، ولا يقف حلمه عند الوصول لدمشق إنما يحلم أن ينطلق في رحلة تبدأ من دمشق إلى السعودية على دراجته الهوائية.
ويوجه البان رسالة إلى جيل الشباب بأن يسعى لتحقيق أحلامه ويبذل الجهد ولا تثني عزيمته الصعوبات والمعوقات مهما كانت كبيرة، فالإنسان بلا حلم ذكرى إنسان.
=====
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار والتطورات على قناتنا في تلغرام ??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار