الجماهير – عتاب ضويحي
أقام فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مديرية الثقافة محاضرة بعنوان “كيف يربي الصهـ.ـاينة أبناءهم” قدمتها الدكتورة ضحى خرمندة في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد أمس.
وبدأت المحاضرة حديثها عن اهتمام اليهود بتربية أبنائهم على غير عادة باقي الشعوب، إذ يولون العملية التعليمية أهمية كبيرة كونهم لايمتلكون عوامل وحدة تجعلهم شعباً متجانساً فهم ينتمون لسبعين قومية ويتكلمون سبعين لغة، لذا يركزون على جانبين أساسيين حسبما ذكرت المحاضرة، الأول العملية التعليمية والثاني الأدب، وكلاهما قائمان على أسس من الأحقاد التاريخية والعقدية، توجه أطفالهم نحو كره العرب، وأدبهم لا يكتب عن القصص الجميلة والفراشات والأزهار وزيت الزيتون، بل يركز على موضوع واحد مهم هو تصوير أطفال اليهود على أنهم جبابرة وعظماء، يهزمون العرب الأغبياء بسهولة، وذلك حسب رأي كاتب أدب الطفل العبري “لابين” والناقدة “تامرا مازور”.
وتناولت المحاضرة أهم ما يدرسه اليهود في مناهجهم من حيث تعريف اليهودي من الحضانة إلى الجامعة بالأفكار التراثية التوراتية الصـ.ـهيونية، وهي كفيلة بتزويده بجذوره وأصله وعظمته ومستقبله ويضمن ارتباطه بمملكة مايسمى “إسرائـ.ـيل”، وما يدرس في مادة الرياضيات في المراحل الأولى يوجز الفكر الصهـ.ـيوني، فمثلاً من العمليات الحسابية التي يحلها أطفالهم :كان هناك 100 عربي، قتلنا منهم 38، فكم يكون الباقي الذي يلزمنا قتله؟.
أما الأدب فيحتل مكانة بارزة في منظومة التنشئة اليhودية كما أوضحت المحاضرة، أدب مفعم باليهودية القومية، توجه الطفل نحو معتقدات سياسية في إطار ديني صهـ.يوني تاريخي، وبدأ الأدب اليهودي بالظهور عام 1950 مع بداية وضع ركائزهم ، ومنها سلسلة مغامرات “حسبما” وقصتا الهروب والأمير والقمر، وجميعها تصوّر العربي على أنه متوحش وقاتل ومشوه الملامح همجي وبدائي، ويتجنبون ذكر الفلسطيني حتى لاتكون له أبعاد تاريخية، إنما يذكرونه بالمـ.ـخرب أو الإرهـ.ـابي حتى أغانيهم وقصائدهم تسقى بالأفكار ذاتها.
وختمت المحاضرة حديثها باستشهادها بقول القائد المؤسس حافظ الأسد في حرب تشرين التحريرية “لسنا هواة قتـ.ـل أو تدمـ.ـير إنما ندفع عن أنفسنا القتـ.ـل والتدمـ.ـير”.
قدمت المحاضرة وأدارت الحوار الشاعرة رولا عبد الحميد، كما شارك الحضور في المداخلات والوقوف على بعض النقاط التي أثرت المحاضرة.