الجماهير || أسماء خيرو .
لم يكن الحفل الفني للطرب الأصيل الذي أحيته فرقة نغم الموسيقية بقيادة المايسترو عبد الحليم حريري في منارة حلب القديمة بما قدم من موشحات وقدود ومواويل إلا استمرارا للفن الطربي الأصيل بلون الحاضر .
ويأتي الحفل الفني الذي أقامته الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع جمعية بيت القصيد الثقافية ونقابة الفنانين في حلب ضمن إطار صون عنصر القدود الحلبية .
وأتاح الحفل الفني للجمهور أن يحظى بسماع روائع شعرية لشباب من حلب ترتكز على روح وأسلوب القدود والموشحات والمواويل .
حيث افتتح الحفل المطرب ظافر الجسري بتقديم وصلة طربية تضمنت ثلاث موشحات وهم “ويح قلبي للشاعرة رنا رضوان ، أنا أنت للشاعرة تسنيم سلطان ، و خذني إليك للشاعر أحمد كركوتلي ”
تلاه تقديم المطرب حسام مصري وصلة من القدود وهم موقد الأشواق ، وسهران أنا ، من كلمات كل من الشاعر جمال السباعي والشيخ بلال سيف ، وموال للشاعر عبد الحميد ملحم .
ومن كلمات الشعراء عبد الحميد ملحم ، جمال السباعي ، نضال بوظ ، فرهود الأحمد، منذر درغام ، والشيخ بلال سيف قدم كل من المطربين محمد السبع وحسام مصري وصلة طربية تنوعت ما بين القدود الموشحات لتضفي المقدمات الموسيقية من حجاز وصبا وسيكا التي سبقت الموشحات والقدود التي كانت من تأليف المايسترو عبد الحليم حريري أجواء طربية ساحرة
وليكون ختام الحفل مشاركة مميزة للفنان حمام خيري بتقديم وصلة /وتقول لي .. ماأجملك..! أوَ كلما ألقاك أنسى أن لي وطنا سواك فأشتهي أن أحملك ..
*استمرار الطرب الأصيل .
ووفق عبد الحليم حريري رئيس نقابة الفنانين في حلب بأن مشروع” القدود والموشحات رحلة لا تنتهي “حصيلة تضافر جهود مشتركة وهو مشروع رائد وجريء هدفه استمرار التراث والطرب الأصيل بإنتاج موشحات وقدود جديدة تستمر مع الزمن وتدخل قلوب الناس آملا أن ينال رضا جمهور حلب ويليق بذائقتهم الفنية.
* دعم لن يتوقف.
وأشار أمجد بري رئيس جمعية بيت القصيد الثقافية إلى أن “مشروع القدود الموشحات رحلة لاتنتهي” أسس لدعم المشاريع الثقافية المتميزة للشباب ، إذ استند على إحياء عناصر مهمة جدا من التراث الطربي ألا وهي” الموشح والقد والموال ” بأقلام شعراء من أبناء حلب، فكانت الانطلاقة في هذا المشروع الثقافي النهضوي غير تقليدية بكلمات جديدة وألحان جديدة مواكبة لروح العصر واليوم المشروع وصل إلى نهايته، وجمعية بيت القصيد لن تتوقف مستمرة في دعم المشاريع الشبابية التي من شأنها تعزيز الهوية الثقافية .
* إعادة برمجة بأسلوب معاصر .
وبينت الشاعرة رنا رضوان المشاركة بموشح من ضمن الموشحات التي تم غناؤها في الحفل ، بأن كان لها الشرف بأن تكون الافتتاحية في هذا الحفل الضخم من تأليفها ، ورغم أن المشاركة تحمل الكثير من الجرأة كون لا يوجد شاعر كتب موشح أو قد قديم منذ مئة عام حتى وقتنا الحالي ، إلا أنها تعتبرها خطوة كبيرة ومغامرة كان لابد من أن تخطوها لتحقق النجاح المأمول ، معبرة عن شعورها بالفخر كونها أحد المشاركين في إعادة وإحياء الموشحات القديمة وإعادة برمجتها إلى الأسلوب المعاصر دون المساس بروح العصر القديم من الموشحات إضافة لإطلاع الشباب على هذا الفن الأصيل .
* استمرار للماضي بلون الحاضر .
ولفت نورس جسري عازف القانون إلى أن المشروع ماهو إلا إكمال لمسيرة الأجداد والأصالة في حلب وترسيخ لنوع جديد من الموسيقا للأجيال القادمة واستمرارية للماضي بلون جديد من الحاضر وبأسلوب وألحان جديدة وشعر جديد ، ليصل مستقبلا إلى العالمية.
وحاز الحفل على أصداء إيجابية من قبل الحضور حيث بين معظمهم بأنه وجبة فنية ذات مذاق خاص يندر أن تتكرر في غيرها من الحفلات تعيد للفن الأصيل ألقه وتقف في مواجهة زحف الغناء الاستهلاكي الهابط الذي لا علاقة له بالمقامات والقدود والغناء التراثي الجميل .
ت : هايك أورفليان .