زُهيدة هورو
هي ليست بأي لغة فقد خصصت لتحاكي النفوس والمشاعر وترسو إلى حيث الذاكرة والذكريات لما فيها من أثر روحي وحسي , لذا علينا أن نستوعبها جيدا و بكل مافيها من جوانب مهمة وبأدق معانيها الفنية كي ندرك كيف نوظفها بشكل راقٍ وحضاري وهو ما يفعله الكثر من موسيقيي سورية المبدعين الذين صاغوا من احترافهم الموسيقي المتميز نجاحا لا متناه يحلق بهم إلى حيث تستحق الموسيقا من جمالية ورقي .
المايسترو محمد زغلول ترجم عشقه للموسيقا إلى أعمال أجادها وبإتقان يشهد به فكان العازف تارة وقائدا للأوركسترا تارة أخرى، فلم يكتف بهذا ليخوض تجارب مهمة يطلعنا عليها من خلال هذا الحوار معه .
أوركسترا دمشق
وعنها حدثنا زغلول بأنها أسست عام 2016 وبدعوة منه لتضم الأوركسترا نخبة من كبار موسيقيي سورية الأكاديميين إضافة إلى بعض من مدرسي المعهد العالي للموسيقا .
هي أوركسترا تعنى بنشر الموسيقا الكلاسيكية والشرقية الغنائية منها وأيضا الآلية، كما أنها تهدف لتسليط الضوء على أعمال المؤلفين السوريين لتقديم نتاجهم الموسيقي ضمن برامجها التي تقدم في المهرجانات والمحافل، وقد جالت أوركسترا دمشق بإبداعاتها الفنية والموسيقية الكثير من المحافظات السورية الى جانب مشاركاتها وفي عدة مناسبات مهمة، وأما عن التسمية من المؤكد تعود لعاصمة الفن والابداع دمشق .
حلم وحنين
وعن تجربة كورال حلم وحنين يقول زغلول بأنها من التجارب المهمة التي قدمها ضمن مجال عمله الموسيقي وكانت بدعوة من الدكتورة نهى بشور مديرة الكورال، وقد تولى مهام القائد للكورال ضمن حفلين موسيقيين، وهما بطرطوس وصافيتا، والبرنامج كان بمثابة التحية لروح عاصي الرحباني بذكراه المئوية إلى جانب مشاركة فنانين لبنانيين كما حمل البرنامج طابعا موسيقيا منوعا.
وما يميز كورال حلم وحنين هو تأديتهم لأغانٍ موزعة على أربعة أصوات، مؤكدا بأن هذا يحتاج للكثير من العمل والتحضيرات لتقديم الكورال بأبهى صورة فنية وموسيقية متكاملة وبأدق التفاصيل
لافتا إلى أن كورال حلم وحنين استطاع أن يكلل كل ما يقدمه من تجارب فنية وموسيقية ببصمة نجاح وتميز لافت، خاصة ما يقدمه من إحياء لثقافة الفن والموسيقا الشرقية بطريقة حضارية راقية ومدروسة .
تجارب فنية
من المعروف عن محمد زغلول خوضه تجارب موسيقية وفنية عدة، فهو موسيقي احترف العزف وقيادة الأوركسترا، لكن إلى جانب هذا أبدع أيضا بما يقوم به من عمل إدارة وتنظيم للحفلات والفعاليات، حيث بين بأنه قد بدأ بالعمل ضمن هذا المجال عام 1997 منذ تخرجه من المعهد العالي للموسيقا، وكانت البداية حينها مع فرقة زنوبيا للفنون الشعبية كمدير إداري للفرقة، موضحاً أهمية ما يقوم به من دور إداري وفني وبأنه يستمتع بكل ما يؤديه وبأدق التفاصيل المطلوبة منه، بدءا من تأمين العازفين ومتابعة البرنامج وحضور البروفات والتجهيز للحفل، إضافة لأجهزة الصوت وإلى جانب ذلك توليه مهام حل كل المشاكل التي تواجه العمل، وهذا يتطلب بذل المزيد من التركيز والجهد لنجاح كل ما يتولاه من خلال مهامه الإداري والتنظيمي، موضحا بأنه قد ساهم بتنظيم المئات وأكثر من الفعاليات والحفلات الفنية، سواء في سورية أو خارجها، محققا في هذا الجانب حضوره الإداري والفني البارز
ومع وجود الكثر ممن يحاولون القيام بهذه المهمة والتي ليست بالسهلة إلا أنه يبقى اسم زغلول هو الألمع في هذا المجال لما يمتلكه من ثقافة موسيقية عالية وخبرة فنية إلى جانب الحنكة بالعمل .
ختام الكلام
وبسؤالنا الأخير له عن مخططاته الموسيقية القادمة، أفادنا بأن طموحه لاحدود له يسعى دائما لتقديم الأفضل والأرقى في كل ما يقدمه من مجالات عمله الفني والموسيقي، خاصة ما يتعلق بتطوير فكرة موسيقا الطفل، مؤكدا ضرورة رعاية ودعم مواهب الأطفال وصقلها بطريقة أكثر احترافية، والتي تأتي عن طريق تضافر مابين الجهات المعنية والمسؤولة عن ذلك،
مبينا بأن الطفل هو الخامة الأساسية التي يبنى عليها تطور الوطن وتقدمه لطالما هم الأمل والمستقبل الواعد
مؤكدا ضرورة العمل على بناء الفكر لنصل لبناء الوطن .
متمنيا بأن تحظى الموسيقا باهتمام كل الأسر وأن تتواجد في كل بيت لأنها لغة تهذب الأخلاق والنفوس وتصل بها لأعلى مستويات الرقي والحضارة وكذلك هو حال كل جوانب الفنون والثقافة .