محمود جنيد
كثيرة هي التساؤلات الحساسة والملحة التي طرحها الشارع الرياضي السوري بعد موقعة منتخبنا الأول مع نظيره الكوري الديمقراطي في التصفيات المزدوجة، ونلخصها بجملة واحدة: ماذا بعد؟!
لم يكن منتخبنا، مقنعاً من حيث المستوى و الأداء مكرساً مقولة ” سلملي ع الأداء” وحقق فوزاً تجارياً بحتاً خطف معه ثلاث نقاط في بداية مشوار التصفيات مع المنافس المباشر على بطاقة التأهل المباشرة إلى الدور الثالث، وهذا هو الأهم، لكن المواجهة الصعبة مع اليابان يوم الثلاثاء المقبل بدأت تلقي بهواجسها، مع توقعات تشاؤمية بخسارة مؤكدة مع تمنيات بأن نخرج بأقل الخسائر و أن لا تكون فادحة، يقابلها آراء بأن منتخبنا السوري يرتقي أمام الكبار و الفرق القوية، بشخصيته و روحه و أدائه الذي يتفوق فيه على نفسه، و بالتالي فإن مسلمات الفوز الياباني سيكون فيها نظر، والفيصل سيكون في الملعب الذي لم يشعر فيه منتخبنا بالغربة أو الوحشة خلال مواجهة منتخب كورية الجنوبية، نظراً للحضور الجماهيري السوري الإيجابي الحماسي، الذي أعطى دفعة معنوية ومساندة حيوية كان لها دور مهم في تحصيل انتصار بداية المشوار.
المنتخب الياباني الذي سيفتقد لجهود قوته الضاربة في مواجهة نسورنا بعد استبعاد نجمه كاورو ميتوما جناح برايتون الإنكليزي بسبب الإصابة، يتفوق على منتخبنا بطبيعة الحال بكل شيء مع مجموعة تعج باللاعبين الناشطين في الدوريات الأوربية ( 21 من أصل 26) ونتائج كبيرة حققها في المباريات الودية مع منتخبات كبيرة، الأمر الذي سيحتاج فيه مدربنا الأرجنتيني كوبر إلى تحضير ذهني مناسب و وصفة خاصة تراعي الفوارق من خلال نهج تكتيكي وخيارات موضوعية تستوعب المنظومة اليابانية المتطورة، دون إفراط في الخوف من سطوة المنافس، أو تفريط نسلم معه لوحات المواجهة.
ولن يكون الدفاع الصرف دون مبادرة خياراً مناسباً، وفتح اللاعب ومحاولة مجاراة المنافس يعبر ضرباً من التهور، وبالتالي نحتاج للتنظيم الدفاعي الذي سيكون إلى جانب التحضير الذهني مفتاح النتيجة الإيجابية أمام اليابان، مع خيارات مناسبة بالتشكيل الذي سيبدأ به كوبر، والقدرة على ابتداع التغييرات التكتيكية خلال سير اللعب، وتنفيذ اللاعبين للمهام الموكلة وتطبيق أفكار المدرب وهذا أمر مهم جداً في مثل هذه المناسبات.
لا يجدر أن نكون مهزومين نفسياً قبل مواجهة السامواري، مهما كانت الفوارق النظرية، وليس لدى لاعبينا ما يخسرونه أمام منافس يرشحه الجميع للفوز، و بالتالي فإن عنصر المفاجأة و الروح ستكون عناصر مهمة في المواجهة، قد تقلب الموازين، ومدرب منتخبنا كوبر أمام تحد و امتحان حقيقي يجب أن يجيب أن يجيب على تساؤلات كثيرة حول ما فعله مع المنتخب طوال الأشهر الثمانية التي استلم فيها المهمة، و الأمر نفسه بالنسبة للاعبينا الذين عليهم مسؤولية تأكيد أحقيتهم بارتداء قميص المنتخب، و الدفاع عن ألوانه بكل أمانة.