محمود علي السعيد
إلى أطفالِ غزةَ ومنجلُ الموتِ يحصدهم كسنابلِ القمحْ……
القهرُ يخالطُ في مجرى العينينِ الدمعةَ يا وطني…
ويفرِّخُ في أقمطةِ الأطفالِ بروقاً تتلظّى في وجهِ الأرضْ..
.القهرُ ضفافٌ تثقبُها أمواجُ الرفضْ…
فلماذا يا وطنَ العشقِ نأَوا أقطابُ الضوءِ عن الميدان؟.
ولماذا المقتولُ ظُلامه…وبِقاعُ الدمِّ شهودُ عِيانْ؟…
يُجلدُ يا وطني ليُصفّقَ في الخندقِ جنديٌّ أحمقْ…
الرفضُ سلاحُ الغصنِ الظامئِ في الصحراءْ…
الرفضُ ضفافٌ تورقُ فيها البذرةُ صوماً قبلَ مجيءِ الماءْ..
.الرفضُ شهادةُ أن لا ملجأَ إلاّ الرفضْ…
فلْتَصطفقِ الآفاقُ المقفلةُ المفتوحةُ في وجهِ السَيّلْ…
ولْيخرجَ كلُّ زمانٍ من كهفِ مكانه…
ينصهرُ الواحدُ في بَوْتقةِ الكلّْ…
القطةُ ترفو جرحَ ضحاياها بالمِخلبْ…
وجذورُ قُرانا المشروخةُ في وجهِ الصحراءِ تقولْ..
.القنـ.ـبلةُ الموقوتةُ ترفضُ أن تُطلقَ إلاّ في آونةِ الشدّْ…
والمنطقُ معقولْ…
لأقصَّ أصابعيَ العشرينَ أسدُّ بها رَمَقَ الأفواه…
وتُلحُّ المعركةُ عَلَيْ…
والوطنُ الغالي..
.فأَقصُّ أصابعَ أطفالي…
أملأُ فيها صدرَ الجُعبه…وأصارحُكم…
اغرَوْرَقَتِ القبلةُ بالدمْ………
في عصرِ الغابةِ قَوْلانْ..
.أن تَقتلَ غيركَ أو تُقتلْ…
تتلمسَ دربكَ في الماضي…في المستقبلْْ….