للشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد
إلى فلسطين القضية والموقف وطبقُ حضورها الأرجواني غزة هاشم.
في جعبةِ الليلِ يا قَسّامُ أوراقُ…
يضجُّ فيها الشذا والجرحُ دفّاقُ…
ولمسةُ الجمرِ في الأفواهِ بَسملةٌ…
ترنو إليها من السمّارِ أحداقُ…
صبٌّ رضيعٌ أشاحَ اللونَ مِئزرُهُ…
فلَمْلَمَ الصمتَ تغريبٌ وإشراقُ…
يُرَقرقُ الدمعَ إن طارتْ بحَوْمتهِ…
في مقلةِ الريحِ بالإطراءِ أبواقُ…
جذوعُ نخلٍ وما من حبةِ طَفَرَتْ…
إذا تأرجحَ بالعنقودِ مُشتاقُ…
تعانقُ الجوهرَ الغافي على وجعٍ…
وموجةُ الشطِّ إمساكٌ وإعتاقُ…
وجنةٌ من رقيقِ الوجدِ تُسدلها..
.في وجهِ شرفةِ من نَهواهُ أسواقُ..
.أرقامُ أبنيةٍ عجَّ الدمارُ بها…
وطائرُ الموتِ قبلَ الفجرِ سبّاقُ..
.يقاسمُ الموقدَ المهتاجَ لقمتهُ…
وقد تدلَّتْ على الجدرانِ أعناقُ..
.يا قومُ ماذا جرى والقلبُ منكسرٌ..
.يحصي الرسائلَ في جنبيهِ عشّاقُ…
هانَتْ أمامَ سطوعِ البرقِ مِسطرةٌ…
نقيسُ فيها الخُطا والطقسُ خَلّاقُ..
ونامَ عن مقصدِ الأنغامِ فارسُها…
وضاعَ في غمرةِ التصويرِ ذوّاقُ..
.فرحتَ تَلقى خطوطَ القوسِ في وَتَرٍ …
يستلّها من عروقِ الصخرِ ورّاقُ..
.يشيعُ في نبضها الآلامَ مِجمرةً…
هيهاتَ يصغي لشدوِ الدفءِ إرهاقُ..
.أينَ الرجالُ وعرضُ القدسِ منتهكٌ…
يامربطَ الخيلِ لو تُنبيكَ أعماقُ؟
تفحّمَ الدَمُّ في شريانِ نَخْوَتِها…
وما أطلَّ على المذبوحِ إشفاقُ…
طاشَ الصوابُ وخلّانُ الهوى صَدَأٌ…
والقمحُ في راحةِ التجويعِ رقراقُ..
.ونجمةُ الشرقِ ما عادت تُسامرُنا…
وملعبُ الشمسِ أسلاكٌ وأطواقُ…
تطاولَ السيفُ في الماضي برونقهِ…
وما استقامَ لِصَدِّ الفتحِ إغلاقُ…
ودانَ للحقِّ مظلومٌ ومُلتجئٌ..
.ومعصمُ القَيْدِ في الأعراسِ إطلاقُ..
.للخطوِ في رقصةِ الإيقاعِ مُتسعٌ…
يهدهدُ الصحوَ إن أرداكَ إخفاقُ…
وبوحُ غصنٍ على القاماتِ مغتبطٌ…
تضمُّ في خافقيه ِالوردَ أطباقُ…
واليومَ يصهلُ في ساحِ الجوى قمرٌ…
قد أقعدتهُ عن التَجوالِ آفاقُ…
إضمامةُ الضوءِ تغفو في مناقبِها..
.ولا يَبُلُّ شفاهَ الصدرِ دُرّاقُ…
والصيفُ أضحى بعرفِ الماءِ مِقبرةً…
ما عاد يوقفُ نزفَ الروحِ ترياقُ…
نسغُ الحقيقةِ في وجدانِ كرمَتنا..
.يا كم تتوقُ لمجدِ الأرضِ أنساقُ..
ماذا أقولُ وأقداحُ المدى ظمأٌ…
وكلُّ ما تقرأُ العينانِ أنفاقُ ؟؟؟