الجماهير|| محمود جنيد
تلك التمريرة العمياء أو ” الآسيست” الخيالي الذي انتهى بسلة ساحقة ” سوبر دانك” سجل النقطة 74 للجلاء خلال لقائه أمس الاثنين مع الوحدة في ختام مرحلة ذهاب دوري سلة الرجال، اختزل فيها الساحر رامي مرجانة الذي اقترب من حيطان الاربعين من العمر، خبرة وحنكة وحرفنة السنوات الطوال التي قضاها في ميادين كرة السلة، بل وكان بتاريخ بعض اللاعبين المتورمين الذين لا يعرفون من الاحتراف سوى الأخذ مقابل القليل المزاجي من العطاء.
المرجانة في هذا العمر، قاد فريقه الجلاء لتحقيق فوز كبير الحق به الهزيمة الأولى بمتصدر الدوري، إذ كان الأفضل بتسجيله ٣٢ نقطة، إضاف اليها ٧ متابعات وأربع تمريرات حاسمة خلال ٣٢ دقيقة لعب، رقص فيها النجم المتواضع كالفراشة ولسع فيها كالنحلة، دون أن تأخذه غمرة ونشوة الألق ليأتي بالحركات الصبيانية الاستفزازية كالبعض!
بعد المباراة و في تصريحه #للجماهير تحدث الساحر بلغة القائد والمحترف الحقيقي، عن التخطيط للمباراة ودراسة المنافس، عن دور المدرب والتركيز العالي وروح الجماعة و اللاعبين والقميص، مضيفاً بأنها جولة موفقة وانقضت في بداية مشوار صعب يحتاج للنفس الطويل، والمزيد من العمل والجهد والعطاء، للوصول الى ابعد نقطة في المنافسة.
المرجانة الذي يصنف كأثر اللاعبين تحقيقاً للألقاب على مستوى الدوري المحلي بواقع ١١ لقباً نالها مع ثلاثة فرق مختلفة( الجلاء و الجيش والوحدة)، لم يكن بحاجة إلى وكيل أعمال ومفاوضات صاخبة ليعود إلى قواعده التي انطلق منها إلى عالم النجومية، كانت الحاجة متبادلة، النادي للقائد الملهم، واللاعب ليتوج المشوار بخاتمة مشرفة مع ناديه الأم.
ما قدمه ” الماجيكال” المرجانة يوم أمس كأنموذج للاعب المحترف الذي يحترم تاريخه ومهنته وجمهوره، والذي أكد من خلاله بأن الدهن بالعتاقي، هو بمثابة رسالة و درس لأقرانه من اللاعبين، والجيل الصاعد منهم على حد سواء، ومن ورائه كان القصد فيما ذهبنا إليه.
قد يعجبك ايضا