مرحباً يا فلسطينْ… مرحباً يا غزه…

بقلم الشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد

أيّتها الأرضُ الفلسطينيةُ المشتعلةُ بالرصاصْ…المواقدُ التي يؤجُّ في أحشائها حطبُ السنديانْ…الصخورُ المصافحةُ بشوقٍ جسدَ القممْ…الأرصفةُ والأزقةُ والشوارعُ والوديانْ…أيتها القرى والمدن التي لم تذقْ لبنَ النومِ مسيرةَ أقواسٍ من عمر الدقائقْ…أيها الوطنُ الجميلْ…من خلفِ سياجِ الحدودِ المفخـ.ـّخةِ بالهلعِ والدمـ.ـارِ والرعـ.ـبْ…من محطةِ السفرِ الأخيرةِ التي استوقفتْ قطارَ العمرِ في مخيماتِ الأهلِ المفروشةِ على سجادةِ الفلاةِ العربيةْ…من القلبِ إلى القلبْ…من شرفاتِ القبابِ الطينيةِ التي تخزنُ البردَ المعتَّقَ ووسوساتِ الطفولةِ المجرَّحة…من مقاعدِ  المدارسِ الخشبيةِ التي استمرأَ العفنُ نسيجَها البراقْ…من خطابِ الليلِ الشفويِّ على مسامعِ السقوفِ بكلماتِ الرعدِ والعصفِ والمطرْ…من أناشيدِ طوابيرِ الصغارِ وقد أدمتْ بحَّتُها أوتارَ الحَنجرةِ الصوتيةِ فصفّقتْ قمصانُ الريحِ المشبعةِ بالغبارِ نشوةً واهتياجاً…من قسماتِ الصفصافِ البرِّيِ المسترخي بكآبةٍ على محيطِ دائرةِ القلبِ يوقظُ بنسماتهِ الحنون رعشةَ الحياة…من كلِّ نقطةٍ وكلمةٍ وفاصلةٍ تسطّرها أقلامُ رصاصِ الغربة…أرسلُ إليكم يا ابطالَ غزةَ وصناديدَ الضفّةِ بطاقات الفرحِ والاعتزازِ جوقةً من العصافيرِ الزاجلة…قافلةً من سمكِ السلمونِ يتقنُ السباحةَ ضدَّ التيارِ ليعودَ بحدسهِ الفطريِّ إلى منابعِ الصفاءِ والعذوبةِ والجذورْ…أيتها الأمواجُ البشريةُ التي تصدمُ بعنفوانها جدرانَ الشواطئ…البراكينُ التي شبَّتْ على قواميسِ المسكنةِ والرخاوةِ والإنطفاءْ…أيُّها الأطفالُ العشاقْ…والرجالُ الأشاوسْ…والنساءُ المتشحاتُ بحمرةِ دمِ الأكبادْ…والأشجارُ الحاملةُ مهرجانَ الخصبِ على كاهلها الريَّانْ…أيها الوطنُ الممتدُّ من  الجرحِ إلى السكينْ…إليكَ على أجنحةِ الشمسِ الحالمةِ قبلةَ الصباحْ…وعلى ثلجِ المسافةِ مهجةَ المدافئْ…وعلى أسلاكِ الورقِ الفلسطينيةِ قصيدةَ العشقْ.

»»»»»

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

 

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار