الذكرى السابعة لانتصار حلب … “حلب تنتصر” سبع سنوات على الرواية.. الضربة القاضية.!

الجماهير || محمود جنيد

تابع بطلنا نزاله الوجودي المصيري الحاسم على حلبة النضال الوطني وتمكن من تحقيق النصر الساحق بعد توجيهه ضربة مزلزلة صرعت وحش الإرهـ. ـاب بينما أنهى حكم المباراة الذي يمثله ضمير الشرفاء في العالم العد رافعاً يد البطل المنتصر.

ذلك كان تجسيداً للمشهد الأخير في رواية ” نصر حلب” التي نضيء الشمعة السابعة لذكرى الطبعة الأولى لها، لنستعيد معها شريط أحداث الحرب الآثمة عندما أراد محور الشر بقيادة القوّاد الأميركي وشركائه وحلفائه من غربان وعربان،  أن يحولوا سورية إلى حلبة ملاكمة مسيجة بمفخـ. ـخات الفتنة، وخططوا لأن يكون النزال غير متكافئ لتكون نهايته الضربة القاضية من الجولة الأولى، من خلال تجميع قوى الشر المتحالفة من كل بقاع الدنيا في لبوس وحش متخم بمنشطات وهرمونات وأسلحة الفتك (يمثل اللاعب الأول)، أمام الطرف المقابل الذي انتصب بشموخ ولحمة مكوناته الوطنية واستعد للنزال مؤمنًا بقضيته ونصره.

النزال الوجودي بدأ؛ ورمى شيطان الإرهـ. ـاب بكل قوته موجهاً شروره محاولا حشر ومحاصرة البطل في الزوايا والشباك المفخـ. ـخة ولكمه تحت الحزام في محاولات بائسة لصرعه، لكن البطل السوري الحلبي صمد وثبت على الحلبة رغم ما تعرض له من هجمات على كافة المستويات و بصورة غير شرعية، وعندما كان يتلقى الضربات المؤثرة كان يخرج ذلك الصوت العميق المتهدج من تلك الطفلة ذات العينين الخضراوين المتشحة بعلم الوطن ( سورية يا حبيبتي.. كرامتي ،عزتي ، هويتي) و الذي كان يمده بسبل الصمود والبقاء منتصبا على قدميه ماضيًا نحو النصر..

وسارت المجريات على ذلك النحو الذي يحمل تفاصيل و تشعبات كثيرة، وفي السياق كانت الذاكرة الحية تأخذنا للأحوال و الظروف التي كان يمر بها البطل السوري، الذي نجسده بشخصية مركبة (الرياضة الحلبية) هنا.. وكيف طالت قذائف الغـ. ـدر و الإرهـ. ـاب بنيتها التحتية من صالات و ملاعب ومنشآت استثمارية، مما كان له منعكساته على الحركة الرياضية التي سارت على طريق وعرة ملغـ. ـمة، فآثرت تفتح جبهة النضال الخاصة بها لمجابهة الحرب الكونية من مواقعها، وأنشأت فيلقها الخاص بعد أن خسرت من خسرت من خبرات و كوادر ولاعبين بين مهاجر ومرتق إلى العلا، ووزعت المهام فهناك من التحق بصفوف الجيش العربي السوري على جبهات النضال العسكري، وآخرون جمعوا من بقي من لاعبين و براعم في مراكز التدريب، و فئة إدارية وفرت الأمور اللوجستية و الأماكن الخاصة بالتدريب و الترحال للمشاركة في البطولات المركزة و إقامة الأنشطة و البطولات المحلية الحلبية، وكوادر أخرى التحقت بمهام تدريب مجموعات خاصة من عناصر قواتنا المسلحة و قوى الأمن الداخلي على الفنون القتالية.

ومع انطلاق الحملة العسكرية لتطهير أحياء حلب و امتداداتها ومحاورها و تحرير ادلب ريفها في خطوة نهائية لإعلان كامل الجغرافيا السورية طاهرة مطهرة من رجس الإرهـ. ـاب، حاول إرهابيو العصر، أن يضعوا حلب تحت الضرب في محاولة يائسة مفلسة لترويع أهلها وشل حركتها و تعطيل مفاصل الحياة فيها من جديد، لكن رد الرياضة الحلبية جاء بليغا كالعادة، بتحقيق رجال الاتحاد لقب كأس الجمهورية لكرة السلة بعد عشرين عاما من الانتظار وحظيت بعثة الفريق باستقبال جماهيري ورسمي حافل ومواكب قطرت الفريق من تخوم حلب و سارت به إلى مركز المدينة وصولا إلى مقر قيادة فرع حلب للحزب التي هنأت الفريق على الإنجاز كما فعل بعدها محافظ حلب، و أكد حينها لاعبوا وكادر الفريق لنا، بأنهم استلهموا عزيمة النصر من بطولات الجيش و تضحيات الشهداء الذين أهدوهم الانتصار.

وفي الوقت الذي اشتدت فيه حملة جيشنا الباسل مضعضعة صفوف الإرهابيـ. ـين وملحقة بهم خسائر فادحة في العديد و العتاد، حاول رمي أثقال حقـ. ـدهم على المدنيين الآمنين، بالتزامن مع موعد مباراة القمة في الجولة الثانية عشرة للدوري الممتاز لكرة القدم التي كانت ستجمع الاتحاد بتشرين على ملعب السابع من نيسان بحلب، وساد اعتقاد بإمكانية تأجيل المباراة، التي أقيمت بموعدها على وقع القذائف وسط حضور جماهيري ملأ مدرجات الملعب ، كما انخرط رياضيو حلب مع الحراك الوطني الشعبي من خلال المساهمة مبادرة (ليرتنا عزنا)، والتحق العديد منهم على جبهات القتال العسكري إلى جانب الجيش العربي السوري وارتقى من ارتقى منهم شهداء انضموا إلى قافلة من سبقهم، وبنفس الوقت نفذت اللجنة الفنية لكرة القدم بحلب برنامج مسابقاتها بفئات البراعم و الناشئين في ظل هذه الظروف التي هزمتها إرادة رياضيي حلب بشواهد يقف أمامها العالم بدهشة ونستلهمه مما قاله أحد لاعبي الناشئين ردا على سؤال حول إصراره على اللعب و المشاركة وعدم خوفه من القذائف الإرهـ. ـابية التي حصدت أرواح الكثير من المدنيين و خلفت مصابين بأعداد أكثر ، معقباً:” اللي بدو يتحدى هي حلب من قدا…”. وهل هناك أبلغ و أعظم من هذا الرد؟

سقوط الرهان..

وكلنا يذكر الديربي الحلبي الذي جمع الاتحاد و الحرية على ملعب رعاية الشباب الذي غصت مدرجاته بالجمهور الحلبي في الوقت الذي راهن فيه محور الشر المتآمر على قدرة قذائف إرهابـ. ـهم على ثني الجمهور الحلبي عن ارتياد المدرجات، وكانت تلك أحدى الصفعات التي وجهتها الرياضة الحلبية للإرهابييـ. ـن و مشغليهم، لتتوالى بعدها الصفعات المدوية، حيث عاد النشاط لملاعب السلة التي استقبلت فرق المحافظات الأخرى، وأقيمت في حلب الفعاليات المركزية للأولمبياد الوطني الثالث، بينما كانت المنشآت الرياضية في المدينة الرياضية و الأندية تعود للتعافي وتقلع بالنشاط الرياضي و الاستثماري بصورة طبيعية وعلى رأسها ملعب الحمدانية الذي عاد للخدمة بحلة عالمية ، و صالة الحمدانية الدولية التي أصبحت حالياً مضرب مثل، والمسبح الأولمبي ومسبح السابع من نيسان ومنشآت نادي الجلاء وصالتها الحضارية التي تستقبل حاليا منافسات الدوريات السلوية المختلفة.. وغيرها وسواها …

و في الشهادات المسجلة التي تتداخل مع نسيج القصة المروية وتضع نذكر ما قاله بطلنا العالمي في ألعاب القوى ( القفز العالي) مجد الدين سراج عندما حل في عسكر في حلب استعدادا لبطولة العالم لألعاب القوى في فترة ما بعد إعلان تطهير حلب وأحياءها من رجس الإرهـ. ـاب في 22 من كانون الأول للعام 2016، و الذي سبقه حضور أذهل الجميع في البطولات المركزية لمختلف الألعاب و الرياضات مع نتائج مشرفة ، حيث أبدى فخره المختلط بالدهشة لما رآه في حلب التي كانت تنبض بالحياة، وما وفرته له من سبل لإنجاح معسكره ودعم و اهتمام لم يجده في غيرها مضيفًا بأن من يريد أن يعرف سر صمود و انتصار حلب النهائي الحاسم وهو انتصار وطن وشعب وجيش وقائد و عليه أن يتشرف بزيارة الشهباء الشامخة التي ستبقى أبد الدهر القصد و السبيل.

»»»»

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب:

 

 

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار