اليافع” أحمد إيلجي” موهبة من عالم التوحد

الجماهير – أسماء خيرو

منذ تفتحت عينا أحمد على الحياة والأشكال والرسوم تستحوذ على انتباهه وكأن هناك تفكيرا خاصا متبادلا بينه وبين تلك الأشكال والرسوم .

الشاب اليافع أحمد رامي إيلجي من مدينة حلب طالب في مرحلة شهادة التعليم الأساسي مصاب بمرض طيف التوحد وبالرغم من أن مرضه يحد من تفاعله وتواصله مع الآخرين إلا أنه استطاع أن يناور ويتحدى هذا المرض ويكسر قيوده بالرسم وإتقان فن الخط العربي.

وعبر أحمد عن شغفه وعشقه للفن فالرسم بالنسبة له عملية تمكنه من تفريغ طاقته وتولد لديه إحساسا بالهدوء والتوازن لذلك يرسم كل ما تقع عليه عيناه من صور ومشاهد وأحداث، وولعه موجه نحو رسم الطائرات والسيارات .

وعن رحلة اكتشاف المرض توضح والدة أحمد بأن الرحلة بدأت مبكرا جدا حين كان ابنها في الثالثة من عمره، حينها  لاحظت أنه مختلف عن أخوته وأقرانه  لذلك على الفور عرضته على أطباء مختصين وقد أخبروها  بأن ابنها لدية زيادة شحنات كهربائية ومصاب بمرض يسمى طيف التوحد ومن حينها بدأت برعايته وزيادة الاهتمام به واتباع برنامج علاجي خاص لتخفيف تداعيات المرض .

وتضيف والدة أحمد بأنها أدركت حينها بأن العلم هو الخيار الوحيد لتحدي عالم التوحد، لذلك عملت على ضمه إلى  الجمعيات الخيرية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة كما ألحقته بروضة خاصة لتعليمه القراءة والكتابة، وحين بلغ التاسعة من العمر ألحقته بمدارس الدمج الحكومية إلى أن تدرج بتعليمه وأصبح من طلبة التعليم الأساسي  فضلا عن أنها ألحقته ليكون من رواد مركز مشروع حياة للإبداع والفنون .

وكان لوالدته أيضا دور كبير في تطوير موهبة الرسم لديه واستغلالها في علاجه من تعديل سلوك ومساعدته للخروج من دائرة التوحد إلى عالم الرسم والتواصل الاجتماعي مع الآخرين.

تقول أم أحمد  : منذ نعومة أظفاره كان يمسك القلم ويرسم أي شيء يخطر له أو تقع عليه عيناه ، براعته تتجسد في رسم الجوامع والطائرات والسيارات فضلا عن رسم الأشكال البسيطة حتى أنه يخطط الكلام وكأنه خضع لدورة في فن الخط العربي ، ومنذ أن اكتشفت هذه الموهبة لديه عملت على تنميتها وتطويرها.

وبين رحلة تشخيص المرض وتطوير الموهبة كانت هناك تجربة لايدركها إلا من خاض تحدياتها وآلامها .

تقول والدة أحمد : لقد عانيت كثيرا ومررت بظروف جدا صعبة إلى أن أصبح أحمد ماهو عليه الآن وخاصة مسألة  تقبل الآخرين من أقرانه له وفهمه لحالته ، واليوم بعد أن أكمل دراسته مازلت أواجه هذه المشكلة لذلك أطالب الجهات المعنية أن تجد لي وللحالات المماثلة حلا بأن تفتتح معهدا يدرّس ذوي الاحتياجات الخاصة التعليم الأساسي والثانوي فضلا عن تدريب وتأهيل الكوادر التدريسية في المدارس الدامجة كيفية التعامل مع حالات ذوي الاحتياجات الخاصة كونهم يتعرضوا في هذه المدارس لعدم الفهم وللإقصاء والتنمر من قبل أقرانهم .

وختمت والدة أحمد حديثها بتوجيه رسالة للمجتمع بقولها أبناء التوحد ليسوا مختلفين عن غيرهم بل على العكس لديهم مواهب إبداعية، فقط يجب فهمهم أكثر وتحويل ما لديهم من سلوكيات إلى طاقة إيجابية، مشيرة إلى أهمية دعم أسر ذوي الاحتياجات الخاصة ونشر التوعية حول كيفية التعامل مع حالاتهم المرضية .

واليوم أحمد بفضل والدته هذا العام سيتقدم لشهادة التعليم الأساسي وتطمح والدته بأن تكمل له تعليمه الثانوي وإلحاقه بكلية الفنون الجميلة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار