المصرف التجاري السوري: بعد معاناة من الانتظار.. مبادرة تطوعية تنظم صرف رواتب المتقاعدين بيسر وسهولة

الجماهير || محمود جنيد..

بينما لا يزال آلاف المتقاعدين يكافحون شهرياً للحصول على رواتبهم، غارقين في دوامة الانتظار الطويل والتزاحم ومشاكل الصرافات الآلية المتهالكة، تبرز في المصرف التجاري السوري الفرع (6) بصمة أمل “اجتهادية”. هذه الآلية، التي يقف خلفها متطوع من بين صفوف المتقاعدين أنفسهم، نجحت في تحويل طابور المعاناة الفوضوي إلى عملية منظمة نسبياً، لاقت ارتياحاً كبيراً ممن تحدثنا إليهم من المستفيدين وكلائهم، سواء كانوا من المدينة أو الريف.

 

•• هروب من معاناة الصرافات الآلية

تأتي هذه المبادرة كحل عملي لتخفيف معاناة الطريقة التقليدية للسحب الآلي، بما تشمله من مصاعب لا تنتهي؛ كتعطل الصرافات المتهالكة، والتزاحم الشديد، ونفاد النقدية، إضافة إلى محدودية المبلغ الذي يمكن سحبه في كل عملية (حيث لا يتجاوز سقفه 600 ألف ليرة)، مما يضطر المتقاعد إلى إجراء عمليات متعددة ويزيد من زمن الانتظار للجميع.

 

•• كيف تعمل الآلية التطوعية؟

تقوم هذه الآلية على التعاون والتطوع، حيث يتقدم أحد المستفيدين قبل بدء الدوام الرسمي لجمع المستندات المطلوبة للصرف (“بطاقة الصراف”، وصورة الهوية، والرقم السري) من زملائه في الانتظار، سواء أكانوا أصحاب المعاشات أنفسهم أم وكلاءهم. ثم يقوم بترتيبها وتسلسلها أرقامياً ضمن مجموعات، بناء على الأسبقية في الوصول، ويسلمها للموظف المختص داخل المصرف.

 

•• الكفاءة وسرعة الأداء

يستفيد الموظف من الوقت المُوَفَّر لمراجعة الحسابات وتجهيز المبالغ مسبقاً. فمع بدء الدوام، تبدأ عملية الصرف وفق الأرقام المتسلسلة بنسق منظم وأكثر سرعة، مع ميزة كبيرة هي رفع سقف السحب للعملية الواحدة إلى مليون ليرة أسبوعياً، مما يلغي الحاجة إلى عدة عمليات سحب ويختصر الوقت على الجميع.

 

•• مجرد مسكّن بانتظار الحل الجذري

هذه المبادرة التطوعية، على بساطتها وأهميتها، لم تكن سوى “إسعاف أولي” ناجح خفف من وطأة المعاناة وضمن للمتقاعدين تسلُّم مستحقاتهم في أقصر وقت ممكن تحت الظروف الراهنة. إلا أن جميع الحاضرين يؤكدون أنها مجرد مسكّن لأعراض أزمة متجذرة، ولا تغني أبداً عن الحلول الجذرية الشاملة التي ينتظرونها بفارغ الصبر، والتي تكفل لهم حقهم في صرف معاشهم، ثمرة عمر من العمل، بيسر وكرامة مستحقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار