تحرير وانتصار .. رغم كيد الحاقدين

الجماهير – محمد العنان..
يحاول – عبثاً – حاقدون إظهار تحرير سورية وكأنها عملية قد خُطط لها من القوى الدولية لتسليم البلاد لإدارة جديدة، من خلال عملية ردع العدوان، وأن دور الطاغية انتهى.

هي فكرة خبيثة بدأ يرددها الكارهون لسورية الوليدة، لتخفيض منسوب الثقة التي اكتسبتها القوى الثورية، بعد أن تمكنت من طرد أعتى قوى الطغيان والاجرام، وإحالتها إلى “مزابل” التاريخ.

ثمة مشهد حقيقي أفرزته أحداث ووقائع قُبيل تحرير سورية، فالواقع الدولي والاقليمي والقوى الفاعلة فيه، وساحة الصراع الداخلي، كلها تعطي تباشير النصر، النصر الذي خطّته يد القدر، وترجمته معارك الميدان، في لحظة تاريخية، لبدء المعركة في ريف حلب ، وانهيار خطوط الدفاع الأولى، بعد تعزيز الدور العميق للحرب النفسية التي أثّرت بوضوح في بنية جيش النظام وأدّت إلى تفككه التدريجي.

اليوم .. تأتي ذكرى تحرير سورية كمحطة وطنية يتجدد فيها الوعي بقدرة الشعوب على الوقوف في وجه الظلم، لكنها أيضاً فرصة لقراءة ما حدث بعيون أكثر وضوحاً، وفهم العوامل التي أسهمت في تغيّر موازين القوى على الأرض.
ففي الوقت الذي اعتمد فيه النظام على القوة العسكرية وحدها، كانت الحرب النفسية تعمل بصمت في الاتجاه المعاكس. الإحباط داخل صفوف الجنود، الشعور بانعدام الجدوى، وغياب الإنتماء، التناقض بين خطاب القيادة والواقع الميداني، كلها عوامل ساهمت في تآكل معنوياتهم. ومع الوقت تحولت الحالة النفسية إلى عنصر حاسم يفوق في تأثيره السلاح نفسه، فالجيوش تنهض بالإيمان بالقضية قبل أن تنهض بالعدة والعتاد.

لم تكن هذه الحرب نتيجة فعل واحد، بل تراكم طويل لعلامات الإرهاق، والانقسامات الداخلية، وفقدان الثقة، حيث تحول جيش النظام البائد، إلى عصابة تسلب السوريين أحلامهم في العيش بسلام، وتحولت مؤسساته، إلى أسماء متخمة بالفساد والاجرام والإرهاب.

حلب التي كانت مفتاح النصر، فيها بدأت ملاحم البطولة، وارتسمت منها ملامح النصر، على وقع معاركها تآكلت قوى الطغيان، وتهاوت بعدها امبراطورية الوهم والجبروت والغطرسة في حماه وحمص والساحل وعلى امتداد الجغرافيا السورية، لتفتح الشام أبوابها ليتجسد فيها الفتح المبين، مع فجر مثل هذا اليوم المبارك.
إنها معارك أسطورية لتحرير سورية.. وانتزاع لحرية السوريين، من براثن نظام مجرم، بعد سنوات طويلة من النضال والكفاح لنيل الحرية.

في ذكرى التحرير، يتجدد التأكيد على أن إرادة الشعوب هي المفتاح الحقيقي للتغيير، وأن الأنظمة التي تعادي مواطنيها، تنهار من داخلها ، وتأكيد بأن القوة ليست دائماً في السلاح، بل في الحق والحقيقة التي تملكها الشعوب.

 

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار