يوسف حاج أحمد..
ذكرى النصر والتحرير ليس مجرد تاريخ يسجل في التقويم بل هو لحظة تحول جذري ونقطة فاصلة بين زمنين زمن القهر وزمن الكرامة.
إنه ثمرة صمود شعب قرر أن يدفع ثمن حريته بدمه وصبره ففي هذا اليوم لم تحرر الأرض فقط بل ولدت سوريا الجديدة سوريا التي خرجت من تحت الركام لتعلن أنها ليست مجرد جغرافية بل كيان حي يتنفس بإرادة أبنائه.
عندما نحتفل بالتحرير لا نحتفل بانتصار عسكري فقط بل باستعادة الهوية السورية والدولة التي ولدت مؤسساتها من رحم التضحيات وقوانينها كتبت بدماء الشهداء هذه الدولة تمثل إرادة شعب قرر أن يكون سيد مصيره رفض البقاء تحت ظلم الطاغية.
ولا يمكننا الحديث عن النصر دون إدانة الظلم والدمار الذي كان سبباً في كل هذه المعاناة فتوثيق جرائم النظام البائد جزءاً من بناء مستقبل سوريا الجديدة.
ذكرى النصر ليس احتفالاً بالماضي بل هو إعلان عن بداية جديدة إنه الجسر الذي نعبر عليه من زمن الخوف إلى زمن الأمل والنهوض فنحن لا ننظر إلى الوراء لنبكي بل لنستمد القوة للمضي إلى الأمام.
كل حجر أعيد بناؤه وكل مدرسة فتحت أبوابها وكل مؤسسة عادت للعمل هي خطوة نحو سوريا التي حلمنا بها سوريا التي لا تحكم بالحديد والنار بل بالعدل والإرادة الحرة.
في هذا اليوم نذكر العالم بأن النصر ليس نهاية الطريق بل بدايته ونحن لا نحتفل بانتصار عسكري فقط بل بانتصار الإرادة الإنسانية على سنوات من القمع والظلم.
ذكرى النصر هو تذكير بأن التضحيات لم تذهب سدى وأن الدماء التي سفكت لم تكن ثمنا للهزيمة بل ثمناً للحرية وها نحن اليوم بدأنا السير نحو الأمام ولن نتراجع.
#صحيفة_الجماهير