الجماهير || أسماء خيرو
تتوخى هذه الشكوى التي أرسلت من معلمات في الريف الجنوبي لمدينة حلب الحديث عن واقع يومي يزيد من تعميق آلام وجراح مهنة التعليم وأقل مايقال عن هذا الواقع بأنه مهين لمكانة المعلم ولقيمته العلمية .
صورة وصفية .
ولقد ورد في الشكوى وفقا لحديث المعلمات صورة وصفية شبه كاملة تشرح معاناتهن اليومية حين التوجه إلى قرية عزان والتي تبدأ من استقلال المواصلات المخصصة لنقلهن إلى القرية في ساعات الصباح الباكر المظلمة بالقرب من شركة النقل الداخلي.
*الأهم الكثافة العددية .
وأوضحت المعلمات في شكواهن بأن أبرز المشكلات التي يتعرضن لها بعد استقلال المواصلات ، الكثافة العددية داخل الباص ، فالباص حين يصل إلى منتصف الطريق عند حي سيف الدولة في حلب يبلغ عدد الركاب فيه أكثر من 70 راكبا وبالتالي يؤدي إلى ملء جميع المقاعد وانعدام أماكن الجلوس مما يضطر عدد من المعلمات الى الوقوف على أقدامهن طيلة المسافة التي يتوجب أن تقطعها وسيلة النقل العام ” الباص ” والتي تقارب ساعة من الزمن مما يسبب التعب والإرهاق لهن ويستنزف مقدرتهن على أداء واجبهن التعليمي على أكمل وجه ، ناهيك عن تحمل التزاحم غير الصحي البعيد كل البعد عن إجراءات السلامة الصحية ، فالسائق على حد قولهن لايقبل أن ينقل المعلمات إلى مكان عملهن في الريف الجنوبي إلا إذا تجاوز عدد المعلمات العدد المرصود في فكره داخل “الباص”.
*خسارة مهنية.
وكون الراتب الزهيد سندهن الوحيد أصبح دفع مبلغ 5000 ليرة سورية ثمنا للنقل إلى مكان عملهن في الريف يشكل قلقا وهما إضافيا .
يقلن عن ذلك : إن مبلغ ال5 آلاف ليرة سورية الذي ندفعه يستهلك ثلث الراتب الذي نقبضه والذي لا يتجاوز ال 275 ألف ليرة سورية ، حتى إن السائق يرفض أن يتقاضى نصف الأجر في حال قررت إحدى المعلمات تأمين واسطة نقل أخرى وأن لا تعود معه من القرية نحو حلب ، إنه يصر دائما على اقتطاع كامل الأجر في حال عدنا معه أم لم نعد ، وعلى ما نظن هذا إجحاف وظلم في حقنا كمعلمات أو معلمين “فالأجر 2500 في الذهاب و2500 في الإياب .
*معاناة على مستويات .
ويضفن ناهيك عن معاناة انعدام المواصلات في القرية بعد انتهاء الدوام الدراسي يضطررن للانتظار لمدة تقارب الساعة من الزمن في ظل أجواء جوية لا تسر عدو ولا صديق إلى حين وصول الباص لاستقلاله من أجل العودة إلى منازلهن في حلب كون المنطقة خالية تماما من المواصلات بعد توقيت الظهر وهن فتيات لا يستطعن الركوب مع أي سيارة أو وسيلة نقل أخرى .
وحين يتعطل الباص الذي من المفترض أن يقلهن إلى قرية عزان يواجهن مشكلة أخرى يقلن عن ذلك : في حال انقطع الباص في يوم ما نتيجة عطل حدث له وتبين بأنه لا يمكنه أن يقلنا إلى أماكن عملنا ،نصبح في وضع لا نحسد عليه ، فليس بمقدورنا استقلال واسطة نقل بديلة كون واسطة النقل البديلة تمركزها يكون في كراجات باب جنين وهنا تكمن المشكلة إذ نواجه نتيجة استقلالنا للمواصلات في باب جنين من أجل الذهاب للقرية الانتظار لمدة ساعة أو ساعتين على أقل تقدير داخل السرفيس وبالتالي يتأخر انطلاقنا نحو أماكن عملنا حتى العاشرة والنصف وبذلك تضيع أول ثلاثة حصص من اليوم الدراسي .
*معاناة يحكمها الطريق .
وليس هذا فحسب فالمعاناة ماتزال متواصلة تواجه المعلمات وتستقبلهن في القرية ، ألا وهي الطرق الطينية الوعرة إذ جاء في وصفهن لها بأنها من أبشع الطرق المؤدية إلى مدرسة قرية عزان المتمركزة فوق سفح جبلي .
ويؤكدن في شكواهن بأن الطريق تتميز بمسالكها الترابية الصعبة المحاطة بالأراضي الزراعية ولا سبيل لقطعها سوى على الأقدام معبرات عن استيائهن من تحمل مشاق هذه الطريق الوعرة وخاصة في أجواء البرد وهطول الأمطار حيث يتجرعن معاناة مابعدها معاناة إذ تتحول الطريق إلى طينية وقطعها سيرا على الأقدام” بهدلة بكل ما تعنيه الكلمة ” على حد قولهن باللهجة العامية ، حتى أن السيارات إن وجدت ترفض أن تسير وتقطع الطريق الوعرة كونه يتسبب بحدوث خلل في السيارة إن فكرت بأن تجرب وتسير عليه .
وفي ختام شكواهم يوضحن بأنهن مهما تحدثن من غير الممكن أن يتسع المجال خلال هذه الشكوى لتبيان الواقع الذي يعشنه كمعلمات ولكنهن يأملن بأن تشعر بهن الجهات المعنية، وتنظر لحال المعلم ومعاناته المزرية والتي بسببها معظم المعلمات يفكرن بالاستقالة نتيجة ضياع أكثر من ثلث الراتب على المواصلات إضافة لرداءة الطريق ومعاناة الوصول الى أماكن العمل .
* ردود رسمية .
وردا على ماقيل آنفا بالشكوى الجماهير تواصلت مع الجهات المعنية .
إذ أوضحت مديرية التربية في حلب فيما يتعلق بالكثافة العددية داخل باص النقل الداخلي أن شركة النقل الداخلي خصصت فقط باص واحد لكل محور لنقل المعلمات صاحبات الشكوى وهي المسؤولة مع السائق عن صعود مواطنين إلى الباص مع المعلمات اللواتي لم يراجعن مديرية التربية بهذا الخصوص.
وأما فيما يتعلق بالتعرفة المحددة للنقل واستيفائها في الذهاب والإياب والمقدرة وفقا لحديث المعلمات بمبلغ 5000 آلاف ليرة سورية فالمحافظة ولجنة السير هما من قامتا بالتسعير وليس مديرية التربية.
*تشاركية لمصلحة العملية التعليمية.
وبالتواصل مع شركة النقل الداخلي في حلب أوضح مدير عام الشركة العامة للنقل الداخلي المهندس ماهر الشحادة العودة بأن قرار تأمين باصات لنقل المعلمات نحو الريف جاء من أجل نجاح العملية التعليمية وتم عقد اجتماع ما بين وعضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل ، والمدير العام للنقل الداخلي ومدير التربية في حلب، ورؤساء المجمعات التربوية في الريف والمعنيين بمديرية التربية والشركة العامة للنقل .
* توازن .
ولقد تقرر بأن تقوم الشركة العامة للنقل الداخلي بتأمين باصات النقل الجماعي لتخديم 11 مسار من المسارات المحددة وخاصة المسارات ذات المسافات البعيدة وفقا لعدد الآليات ( الباصات ) الموجودة لدى شركة النقل الداخلي، إذ تم تخصيص باص واحد لكل مسار لإحداث توازن مابين الريف والمدينة بحيث لا تؤثر على عملية النقل داخل مدينة حلب لافتا إلى عدم إمكانية زيادة أكثر من باص واحد لتخديم المسار الواحد كون هناك نقص في عدد الباصات .
إحالة إلى المكتب التنفيذي .
وفيما يخص التعرفة وأجور النقل واستيفائها أصولا في الذهاب والإياب عند بداية الرحلة لفت شحادة بأنها محددة وفق قرار المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة وهم ملتزمون بذلك مبينا بأن التعرفة تتباين وفقا للمسار الذي تقطعه وسيلة النقل وعلى سبيل المثال سعر التذكرة على مسار خان العسل – أورم الكبرى يبلغ 1800 ليرة سورية ، فيما سعر التذكرة على محور الحاضر – سمعان يبلغ ال 2400 ليرة سورية ، بينما منبج – أبو جدحة – مشرفة الذكية يبلغ 7800 ليرة سورية وهكذا .
إحالة إلى مديرية التربية.
وأما فيما يتعلق بالكثافة العددية أشار المدير العام إلى أن الالتزام بالأعداد المحددة التي ينقلها الباص إلى الريف حدد ليس من قبلهم بل جاء وفقا لمديرية التربية كحد أدنى لعدد الركاب من / 50 إلى 70 / ، وهذا موضح في العقد المبرم ما بينهم ولا علاقة لهم .
»»»»»
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب: