قصص قصيرة جداً 

• الشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد..
..1
..أبرقَ العصفورُ الجالسُ على رصيفِ شجرةِ صفصافٍ عَبْرَ سلكِ نسمةٍ حريريةِ الملمسِ إلى شرفةِ الطابقِ المجاورِ بضعَ قرنفلاتٍ من شطحةِ مَوالٍ شرقي؛تلقّفتها على عجلةٍ من سرّها الدفينِ شرنقةٌ لم تزدْ عن أمسِ إلّا أُصبعا؛بينما في الوجهِ الآخرِ من مرآةِ الحقيقةِ تَشْرقُ بالدمعِ من آلامِ غصةٍ صدريةٍ لوحةٌ تشكيليةٌ فلسطينيةٌ دَرَزَها بصفينِ من القهرِ مشطُ الرصاص..
.2…
احتدَّ الحوارُ السفسطائيُّ بين ضلعينِ من أضلاعِ مثلثِ الجلسةِ الآدميةِ إلى أن مسَّ شَغافَ الذروةِ في ألْهَبِ جبهتينِ من تبادلِ الرماياتِ حيثُ جُدْوُلَتْ معظمُ ألوانِ قوسِ قزحٍ في خانةِ الصرعى؛ دقّتْ عقاربُ ساعةِ صفرِ المغادرةِ فمالَ أحدهما على الضلعِ الثالثِ الوقورِبعد أن لقّمَ فمهُ جملةً من الكلماتِ وبأسرعَ من فقسةِ الرعدِ أطلق:رأيُكَ بما سمعتَ؟أجابهُ بدهشةٍ صاعقةٍ عمَّ تتحدثانْ..
.3..
.في مدينةِ غزةَ هاشمٍ الفلسطينية تسللتْ الطفلةُ البرعمُ من شقوقِ الجمهرةِ المكتظةِ كأشجارِ البرتقالِ في مواسمِ الخصبِ إلىٕ منصةِ عرسِ التبرعاتِ وقد تصدَّرها رقمٌ جهاديٌّ لوَّحَتْهُ بالسمرةِ الغامقةِ رشقاتُ شمسِ الأصيل؛تتأبَّطُ بغبطةٍ البراءةِ حصّالةَ نقودٍ جمعتها على مدارِ عمرِ الدقائقِ التي زفرها عَدّادُ الزمنِ القاسي؛تهمسُ في أذنيهِ بصوتٍ أثيريِّ النبرةِ (هذه للمجاهدين) في حين الرجلُ النفْطِيُّ المتخمُ بصناديقِ المجوهراتِ يَمحَضُ راقصةَ المجونِ الليليِّ في ملهى القراصنةِ إضمامةً من لؤلؤاتِ القلب.
»»»
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب:
??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار