الصورة الفنية الشعرية بين التقليد والتجديد.

الجماهير – عتاب ضويحي
أقام فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مديرية الثقافة محاضرة بعنوان “الصورة الفنية الشعرية بين التقليد والتجديد” قدمها الدكتور عبد الحميد ديوان في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد اليوم.
تحدث فيها المحاضر عن تطور الصورة الفنية في الشعر العربي من العصر الجاهلي حتى العصر الحديث، وبدأها بتعريف الصورة الفنية من حيث كونها وسيلة في التعبير يصوغها الشاعر من وحي الخيال للتعبير عن أحاسيس والتأثير في المتلقي، وتأتي أهمية الصورة الفنية  باعتبارها ركيزة أساسية يقوم عليها البناء الفني للشعر، وحظيت الصورة بالاهتمام في بداية الشعر لأنه مبني على الصورة وأول من لفت النظر إليها وطرح فكرتها الجاحظ حين قال إنما الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من التصوير، وهو بداية النقد الشعري في العصر العباسي، وارتكزت دلالات مصطلح التصوير على مبادئ صياغة الفكرة، والتجسيم والتقديم الحسي للمعنى، و التأثير والاستمالة والاستثارة.
وأشار المحاضر إلى ربط القاضي  عبد القادر الجرجاني الصورة بروابط شعورية تصلها بالنفس والقلب لكنه لم يحدد جوانبها، ويأتي بعده ابن عمه عبد القاهر الجرجاني وبين مفهوم  الصورة المعروف اليوم وأوضح أن الشعر مبنى ومعنى، تمثيل وقياس.
أما في العصر الحديث والكلام للمحاضر بدأ الاحتكاك بالغرب والثقافة الغربية، وخلص محمود سامي البارودي الشعر من الجمود والركاكة في عصر الانحطاط، واعتماد صورة شعرية تعتمد على الجانب  المحسوس، وتجسد للطبيعة بصورة شعرية محسوسة، ومع تطورات الحدث الشعري تطورت الصورة الشعرية بسبب عدة عوامل منها تطور النقد الأدبي، وشيوع نظرياته الحديثة ومن أهم مميزات الصورة التلازم الشعري بين اللغة والصورة والفكرة والانفعال، تتحلى بالجدة والمفاجأة والدهشة، التوالد والتكاثر لتشكيل جو نفسي، الاختصار في التعبير، و الإيحاء.
وختم المحاضر بالقول إن مصطلح الصورة الفنية عرفه العرب قبل أن يفتح الغرب عيونه على الثقافة، وما قدمه الجرجاني تأكيد على مانقول.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار