الجماهير || محمود جنيد
سألت المتسولة الناس أن تعطى من مال الله داخل محل الفول المكتظ بالزبائن بعد صلاة الجمعة، وكان أبو ” جاسم” كما يروي لنا، من بين الذين تصدقوا على المتسولة المنقبة، قبل أن تنزل على رأسه صاعقة فقدان هاتفيه الخلويين اللذين كانا في جيبه لحظة مزاحمة المتسولة المنقبة لزبائن محل الفول، ومشاغلة رفيقتها لهم.!
وبطبيعة الحال استوقف أبو جاسم مع ابنه المتسولة طالبين منها مراجعة نفسها وإعادة الهاتفين كون الدلائل والمؤشرات جميعها تؤكد بأنها الفاعلة، لكن المكالمة التي طلب فيها الشخص بطل الرواية رقم هاتفه حولت مسار التتبع وقلبت الموازين، إذ أجابت سيدة مجهولة الهوية على المكالمة وأكدت لأبو جاسم بأنها وجدت الهواتف وهي بحوزتها كأمانة بانتظار حضوره واستلامها، الأمر الذي دعا المغدور بسرقة هاتفيه، للاعتذار من المتسولة مؤكداً على تسرعه بالاشتباه بها، ليطلق سراحها.
و مع معاودة أبو جاسم الاتصال بهاتفيه، صدم بأنهما مقفلين، وكرر المحاولة دون جدوى، ليوقن هنا بأنه وقع في شراك عصابة سرقة منظمة بلبوس التسول ( إدارة و إشراف، منفذون، مراقبون ..)، إذ لاحظ بأن متسولة أخرى توارت هي أيضاً عن الأنظار كانت تراقب الوضع عن بعد، وترسل تقارير عاجلة عن التطورات، وهو ما حصل تماماً إذ أعلمت غرفة المراقبة بأن زميلتها ضبطت من قبل الشخص المسروق، وبقية التفاصيل و السيناريو كما سبق سردها واضحة.
المواطن المتعرض للسرقة، درس الأمر من مختلف جوانبه، وقرر بأن يأخذ بالأسباب من خلال دبج معروض للنيابة العامة حول الواقعة، مع يقينه بأن سيكون من الصعب معرفة والقبض على الفاعلين المجهولين، أو العصابة المنظمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
غالبية من سمع القصة، كشف عن ريبته و امتعاضه من تفشي مظاهر التسول بصورة تخفي خلفها أنشطة مشبوهة كما تبين القصة أعلاه، مؤكدين على ردة فعلهم بعدم تصديق أي متسول اقتحامي على أبواب الجوامع وغيرها، ومطالبين بوقفة حازمة من قبل المعنيين مع هذه الظاهرة.!
»»»»»
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب: