رسالة شرق آسيوية رمضانية من سوق العتمة .. وإطلالة باب انطاكية تكشف المستور في ساحة قضاء الحاجة !

الجماهير|| محمود جنيد

انتهت جولتنا في محيط سوق العتمة؛ باب انطاكية؛ باب جنين، في وقت متأخر قبل موعد آذان أول يوم من شهر رمضان المبارك، لنفطر على قارعة الطريق.

مشاهد مختلطة بعضها ذات طابع رمضاني، والآخر منفّر لم نشأ توثيقه لفظاظته، وجوره بحق هذه الأماكن التي تحمل عبق التاريخ والهوية الحضارية لهذه المدينة الضاربة في القدم ، الأمر الذي يدعو لمخاطبة المرجعيات الأعلى للتقييم والمحاسبة!

  • ثقافة الاستهلاك

أول ما لفتنا هو سلوك سيدتين شرق آسيويتين (الصين الشعبية) بالتسوق، إذ تبضعت كل منهن كمية محددة من الفواكه (برتقالتين، حبة افوكادو، بضع ثمرات من الفريز، موزتين..) علماً بأن البائع لم يستغلهما كأجنبيتين وباعهما بالسعر النظامي على غرار المواطن المحلي، قبل ان تتحولا لشراء الحلاوة الطحينية من المحل المحاذي لسوق العتمة الذي كان مكتظاً بالزبائن. إحدى السيدتين ومن خلال حديثنا معها وصفت الحلاوة الطحينية الحلبية بذات المذاق اللذيذ الذي لا يضاهى، وأكدت على خصوصية شهر رمضان في المدينة وطقوسه الجميلة، وتدخلت الأخرى بالحديث بأن قالت جملة وكأنها أرادت أن توجه من خلالها رسالة معينة: حلب مدينة الحضارة التي مازالت نابضة بالحياة..

  • صوب باب انطاكية

تابعنا طريقنا صوب باب انطاكية التي بدت ترانيم الأناشيد الدينية ذات الطابع الرمضاني التي تتردد من داخل المحلات؛ منبعثة من أسوارها، لتتداخل مع أصوات باعة المعروك والسوس والتمر هندي والحلوى الشعبية وما لف لفها..

  • عبق التاريخ

توقف الزمن لدينا، ونحن نقف أمام جامع القيقان الموغل بالقدم والعراقة وهو الذي يعود الى العهد العمري ( السنة ٢٠ للهجرة،  ٦٤١ للميلاد)، وسحبتنا ٱلة الزمن إلى تلك الحقبة النيرة بكل مضامينها، قبل أن نصحو من حلم اليقظة الذي أسرنا بنا مجازياً إلى ذلك العصر، على الواقع ونحن نطل من فوق ذلك السور نحو الأسفل لتتراءى لنا شواهد الحاضر من إهمال لتلك البقعة التاريخية السياحية التي تنتشر فيها الأوساخ محاذاة السور وبين الأعشاب المتطاولة…!

  • ثم المرور إلى باب جنين

المرور من ساحة باب جنين، يعتبر أمراً حتمياً للوصول إلى محطة السيرفيسات، لكن الطريق الذي تفترشه البسطات من الطرفين ضاق على المارة بعد أن سده باص نقل داخلي، وبالتفاتة بسيطة إلى الساحة التي أخليت منها البراكات لصالح مشروع خلبي، كانت كفيلة بأن تصور لنا مشهد مقزز لعدد كبير متجاور الأشخاص يقضون حاجتهم على مرأى الجميع خارج دورة المياه غير المخدمة التي تتوسط تلك الساحة  التي تعج بالقمامة ومخلفات البسطات، ونفس الأمر بالنسبة للكراج الغربي الذي كنا سلطنا الضوء على واقعه المزري دون حياة لمن تنادي، لأن المسؤول هنا أمن العقاب، فأشاح بنظره وقصر بدوره ومسؤولياته!

  • وعدنا راجلين ..

وفي نهاية المطاف وقبيل حلة الإفطار، شح وجود وسائط النقل للمتأخرين الذين اضطر بعضهم للعودة راجلين إلى المنزل بعد أن راحت عليه فرصة التواجد مع العائلة على مائدة أول إفطار رمضاني!

======

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار