(جهات الأرض) … ( إلى أنفاق غزة المحيّرة هندسةً)

للشاعر الفلسطيني محمود علي السعيد…
من ضربةِ المجذافِ يا نفقُ…
وجهُ الحقيقةِ فيكَ يأتلقُ…
نصبتْ وحوشُ الليلِ مقصلةً…
تقتاتُ من وهجٍ وتسترقُ…
ضاقتْ جهاتُ الأرضِ عن سعةٍ…
وجفا ربيعَ النجمةِ الألقُ…
وتطايرتْ في الريحِ بارقةٌ…
سجدَ القطيعُ وصفّقَ الورقُ…
وتسابقَ الإنشادُ يمطرها…
في الخافقينِ فتنشجُ الطرقُ…
هجرَ الرصيفُ سدىً حدائقهُ…
بهشاشةِ الخطواتِ يتّسقُ…
يحنو على القبلاتِ مشتعلاً…
فيّ الصبا ويعنقدُ الأرقُ…
طافتْ بجفنِ الريحِ نورسةٌ…
وعلى القسائمِ عرّشَ القلقُ…
وتمسكَ الحجرُ الرضيعُ بما…
جادَ الغريقُ وأينعَ الغرقُ…
يهبُ الأسرةَ نبضَ مجمرةٍ…
يشدو بدفءِ وصالها العبقُ…
ويطرزُ الشرفاتِ مبتسماً…
من رشفةٍ كي يصدحَ الحبقُ..
قالوا: أضأتَ رحابنا صلفاً…
ما كنتُ قصداً فيكموا أثقُ…
لكنَ جرحَ الشوقِ أوصلني…
لسواعدِ الكلماتِ أمتشقُ…
في قشةٍ تطفو عل فمها..
.بأنينها يتعلقُ الشفقُ…
وصهيلُ خفقِ اللونِ قرّبها…
كفراشةِ المصباحِ تحترقُ..
من صيّرَ الألعابَ أحجيةً…
في راحةِ المجهولِ تندلق؟
وعلى منصةِ روحها جسدٌ…
من غبطةٍ يتعمقُ العُمُقُ..
ظلماً على الجبهاتِ يقصفها…
والموجُ في الأحداقِ يصطفقُ..
أصغي وقرصُ الشمسِ منطفئٌ…
ليضيءَ قمحَ جراحهِ الغسقُ…
في مقلةِ التاريخِ أسئلةٌ…
من أضلعِ النسيانِ تنعتقُ…
الخيلُ أفضتْ سرَّ مربطها…
وتطاولتْ فوقَ الرُبا عنقُ…
غصبَ الدقائقِ في تأرجحها…
قصّي شريطَ الجمرِ يا فِرَقُ…
إن جرّحَ الأرقامَ منعطفٌ…
ببصيرةِ العشاقِ ننطلقُ…
======
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
👇🔥
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار