الجماهير || أسماء خيرو
رجل في السبعين من عمره كان يجول بين الباعة في سوق الخضار، ولا يتساوى كل من تقع عليه عيناك، فعلى مدى نصف ساعة من الزمن ، وما بين سؤال وجدال وفصال ، لم تنل أسعار الخضراوات رضاه ولا بشكل من الأشكال ، بل زادت من احمرار وجهه ورفعت ضغطه ..!
من داخل السوق وفيما يشبه القفزة السريعة على أسعار الخضار تبين بأن الكوسا ما بين 9 و 12 ألف ليرة سورية ، الباذنجان ما بين ال 12 و 15 ألف ليرة سورية ، البطاطا ما بين ال 7 و 8 آلاف ليرة سورية ، البصل ما بين ال8و 10 آلاف ليرة سورية ، البندورة ما بين 7 و 8 آلاف ليرة سورية ، الثوم ما بين 80 و90 ألف ليرة سورية، الفليفلة 22 ألف ليرة سورية ، الخيار مابين 10 و 20 ألف ليرة سورية ، الفاصولياء ما بين ال 28 و 30 ألف ليرة سورية ،الخس مابين 2و 5 آلاف ليرة سورية ، البقدونس مابين 1000و2000 ليرة سورية ، الفجل 2000 ليرة سورية ، النعناع2000 ليرة سورية .
وبلا أدنى شك تلك الأسعار من حاصرت الرجل وجعلته يقلب خياراته كما رأيه ويلغي قائمة الشراء المتفق عليها لتحضير أحد أصناف الطعام كوجبة للإفطار وبعيدا عن الصيام وتبعات أنفاسه الضيقة مع اقتراب آذان المغرب نجد بأن غالبية الناس قد وصلت أرواحهم من الغلاء إلى قمة رؤوسهم حتى أن مجموعة منهم وبالأخص ذوي الدخل المحدود ضاقت أنفاسهم بحيث لم تعد تتلقى “النكشة” ولا تتحمل كلمة واحدة عن ما يجب أن يكون طبق رمضان لهذا اليوم فيما لو كان السؤال كذلك فإذا بالصائم ينفجر بالكلام ” والله من الغلا بتنا في حيرة من أمرنا لم نعد نعرف ماذا نطبخ؟ أو ماذا نأكل؟
ودون أن نعفي الغلاء من مسؤوليته وتورطه في إضرام نار غضب الرجل المسن وتغيير وجهته الشرائية وحرمانه من شراء مكونات ما تشتهي النفس والعائلة مما اشتهرت به المائدة الرمضانية من أصناف الطعام في سنوات سابقة، فالمواطن معه الصواب، اذ أن مكونات تحضير صنف واحد من الأصناف “كالمحشي” مثلا باتت تضعضع الميزانية المعيشية إذ تقارب وبحسبة بسيطة ال 200 ألف ليرة سورية ما بين (كوسا وباذنجان، وأرز ، ودبس بندورة، وكيلو لحمة بيضاء لا حمراء أو عبوة زيت ناهيك عن جرة الغاز ذات الطلة الموسمية والوجهة التجارية.)
ولكي نعطي صيغة ختامية تلخص ما يجري في الأسواق الرمضانية لابد لنا أن نقتبس ما قاله المواطن خلال الفصال والجدال مع الباعة في السوق المحلي: ” صار الأكل أغلى من الدهب وإن ما طبخنا اليوم ما علينا لا لوم ولا عتب ” ونحن نقول له: الحق معك أيها المواطن المعتر لا لوم عليك اليوم وبالتأكيد رفع عنك العتب .
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب