الجماهير – عتاب ضويحي
ضمن فعاليات مهرجان عيد الجلاء نظم اتحاد الكتاب العرب فرع حلب بالتعاون مع مديرية الثقافة ورابطة رجال الثورة السورية المنطقة الشمالية محاضرة بعنوان “التنقيب الأثري في سورية فترة الاحتلال الفرنسي” بمشاركة الدكتور حسان حاج يحيى والمهندس عبد الله حجار في صالة تشرين للفنون .
تحدث الدكتور حاج يحيى بداية عن التنقيب الأثري وأهميته ومتى بدأ في سورية إذ يعتبر حديث العهد، بدأ من القرن ال17 حتى خمسينيات القرن 21، وكان غير ممنهج، وتركز على التنقيب عن التماثيل واللقى الأثرية وبيعها من قبل سلطات الاحتلال المتعاقبة في سورية.
ثم استعرض الدكتور حاج يحيى بشرح مفصل أهم المواقع الأثرية المنقبة من قبل البعثات الأجنبية من أهمها موقع تل حلق في الجزيرة السورية على نهر الخابور، وأهم معالمه الأثرية التي استمر التنقيب عنها خلال فترتين زمنيتين، ومافيها من منحوتات بالفن الآرامي، إضافة لمظاهر الحياة المدنية والعسكرية آنذاك، أيضا تحدث عن موقع شاغار بازار في الجزيرة السورية وتل براك وأهم الاكتشافات الأثرية فيه “معبد العيون، وقصر نارام سن”، إلى جانب مملكة ماري في دير الزور وماتحتويه من رقم طينية وتماثيل ورسومات جدارية، أيضاً آثار رأس سمرا وأوغاريت والرقم الطينية التي تحمل أحرف الإبجدية، وعمريت وأفاميا وقلعة حماه.
ولفت المحاضر إلى أن عمليات التنقيب كانت حكراً على البعثات والجامعات الأجنبية مع قلة من البعثات الوطنية، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان كتابة التاريخ على أيادي سورية، من هنا وجب تكوين وإنشاء كادر آثاري سوري يعمل بمنهجية علمية للحفاظ على إرث تاريخي لبلدنا.
وفي سياق متصل تحدث المهندس حجار الباحث في التراث والآثار عن الآثار السورية ماقبل وخلال فترة الانتداب الفرنسي وتأسيس جمعية العاديات لحماية الآثار من السرقة، ودور السوريين أثناء الانتداب في الحفاظ على التنقيبات الأثرية، إضافة لتقاسم اللقى أيام الانتداب الفرنسي، وكيف يتم قسم اللقى مناصفة وانتقاء، وبالتالي نجد قسما موجودا في سورية وآخر موجود في متحف اللوفر وغيره من المتاحف، وسلط حجار على اعتراف اليونسكو بوجود 37 قرية من متنزهات أثرية بحماه وحلب بالتراث العالمي لو يتم وضعهم في مشروع التنمية المستدامة لانعكسوا بشكل إيجابي وفعال على الريف السوري.
وشارك الحضور بالمداخلات وطرح التساؤلات حول أهم التنقيبات والمواقع والقطع الأثرية ومصير الكثير منها.
حضر المحاضرة عماد الدين غضبان رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام والدكتور فاروق اسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، جابر الساجور مدير الثقافة، ونذير جعفر رئيس فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب، وطه هنانو رئيس رابطة رجال الثورة السورية وعدد من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي والتاريخي.