الجماهير || أسماء خيرو
تأصل جذور الشعب الأرمني عبر التاريخ في سورية وإسهاماتهم الإبداعية في مختلف مجالات الحياة في سورية كان مجمل ما تمحورت عليه المحاضرة التي نظمتها اللجنة الثقافية لجمعية الشبيبة الأرمنية مساء أمس بعنوان (الحضور الأرمني في سورية) .
وتأتي المحاضرة ألقاها الدكتور سركيس بورنزسيان على مسرح الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية في حلب لتؤكد على أن الشعب الأرمني على مدى قرون من التاريخ ذائبون في الهوية السورية وهم شركاء رئيسيون يستمر عطاؤهم حتى يومنا هذا حيث لا يمكن التعامل مع إنجازات الأرمن السوريون في شتى المجالات ومناحي الحياة على أنها مجرد مساهمة بل هم ركن أساسي في النهضة والحضارة التي تراكمت عبر قرون من الزمن في سورية .
- عمق العلاقات السورية الأرمنية.
تطرق الدكتور بورنزسيان إلى عمق العلاقات بين أرمينيا وسورية وتوطدها عبر مراحل تاريخية مختلفة وازدهار العلاقات التجارية العربية الأرمنية في القرون الخامس عشر والسادس والسابع العشر ونجاحهم في الحصول على امتيازات خاصة في مجال تجارة الحرير وتصديره إلى أوربا والوصول إلى شواطئ المتوسط والعالم وامتلاكهم لمراكز تجارية ثابته الوجود في دمشق وحلب .
- أسباب الهجرة .
واستعرض الدكتور بورنزسيان الأسباب الرئيسية لهجرة الأرمن إلى سورية بدءا من البحث عن الأمان مرورا بالأسباب الاقتصادية وصولا لأسباب دينية أهمهما الحج باتجاه القدس الشريف ، إذ أن الحج إلى القدس أدى إلى إنشاء دور استقبال في دمشق وحلب واللاذقية لاستراحة الحجاج الأرمن عرفت هذه الدور باسم الهوكيدون ( البيت الروحي ) وشيئا فشيئا أصبحت سلسلة من الدور لتتحول فيما بعد إلى أديرة موجودة حتى يومنا هذا وأصبحت مرتكزات لحضور أرمني دائم في سورية .
- مراحل الهجرة .
وفي عرض لمراحل هجرة الأرمن واستقرارهم في سورية صنف الدكتور بورنزسيان المراحل من وجهة نظره إلى مرحلتين زمنيتين
الأولى قبل القرن التاسع عشر والتي شهدت خمس موجات من الهجرة ، فيما الثانية بعد القرن التاسع عشر بعد مؤتمر برلين وقد شهدت ثلاث موجات كبيرة من هجرة الأرمن .
- المجال السياسي .
وفيما يخص الدور الذي لعبه الأرمن في النهضة العربية تحدث الدكتور عن مساهمة رجال الفكر الأرمن في النضال ضد العثمانيين ومن أبرزهم أديب اسحاق ،رزق الله حسون الذي أسس صحيفة مرآة الأحوال في اسطنبول مشيرا إلى دور الأرمن في الحياة السياسية ومساهمتهم في مقـ.اومة الاحتلال الفرنسي، ومشاركتهم في التصدي لمؤامرة سلخ لواء اسكندرون والتعاون الوثيق للتصدي للمؤامرة الفرنسية التركية ، كما أشار إلى حضورهم في المجالس البرلمانية ، وتوليهم المناصب الوزارية في سورية ومنهم الوزير هنري هندية وزير المالية في حكومة الألشي ، الوزير فتح الله آسيون نقيب محامي حلب ووزير في حكومتي سعيد الغزي وصبري العسلي ، الدكتورة نظيرة سركيس وزيرة دولة لشؤون البيئة في حكومة وائل الحلقي .
- المجال العسكري والاقتصادي.
وتحدث الدكتور بورنزسيان عن عدد من الضباط الأرمن الذين كان لهم دور مهم في المجال العسكري في سورية ومنهم الزعيم هرانت مالويان . اللواء آرام كارامانديان ، ألبير كيليحيان ، العميد أواديس أرسلاليان ، كما تحدث عن مساهمات الأرمن في الاقتصاد الوطني وفي دعم الاقتصاد السوري من خلال اتقانهم لمختلف الصناعات المحلية والمهن اليدوية وتأسيسهم للعديد من المصانع، ورفد سورية بالعمال المهرة ومساهمة المقاولون والمهندسون الأرمن في بناء سوريا الحديثة وبراعة آل يعقوبيان وإنجازاتهم في مجال الهندسة المعمارية وبراعة غيرهم في المجال الهندسي والمعماري .
- المجال الثقافي .
وذكر الدكتور بورنزسيان الحياة الثقافية ومساهمة الشعب الأرمني في الحياة الموسيقية وتأسيسهم للفرق الفنية من كورال وفرق رقص شعبي وشرقي وكلاسيكي وغربي متحدثا عن مشاهير الفن من أصول أرمنية برزوا في المجال الفني من عازفين وملحنين ومغنيين كما تطرق إلى الأشخاص الذين تركوا بصمه مميزة في مجال المسرح من ممثلين ومخرجين وفي مجال الإعلام المرئي وفي مجال فن التصوير الضوئي وفي المجالات العلمية والطبية والتعليمية .
- حضور أصيل موغل في القدم .
وختم الدكتور بورنزسيان بالقول: إن الوجود الأرمني في سورية ليس بحالة عابرة أو نتيجة طارئة لحدث ما أنه حضور أصيل وثابت موغل في القدم له جذور تاريخية عميقة ولعل عطاء الأرمن في كل المجالات خير دليل على انتمائهم وإيمانهم بوطنهم سورية .
ت : هايك أورفليان
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب