د. سعد بساطة
دعيت لندوة هامة أقامتها “جامعة […] للعلوم والتكنولوجيا” البارحة( في بلد خليجي) _ وأتحفظ عن ذكر الاسم كي لا يتحول المقال إلى منشور دعائي_: عن دور الذكاء الاصطناعي في توجيه اليافعين لاختيار سليم لمهنة المستقبل.
أليس هذا الذكاء (AI) مالئ الدنيا وشاغل البشر؟!
وبدأت الندوة بتعريفنا بعشرين نشاطاً هي مهن المستقبل.
وأطنبت ( إضافة ” لوصف الأنشطة الأكاديمية) في وصف المرافق الإضافية لتصفية مناخ مريح لجو الدراسة والتحصيل [رياضة وموسيقى وروايات ورحلات..].
كان الهدف من موضوع الدراسة العملية الحديثة تقصير الفترة التي يستغرقها الخريج ليندمج في سوق العمل؛ وأن يكون مهيئاً لمتطلبات هذه السوق.
تم الحديث عن أسلوبين يتبعهما المرشد المهني: الأسلوب التقليدي؛ والآخر / الحديث عن بعد؛ والمقاطع بينهما( الهايبريد/الهجين).
أذكر في هذه السياق أن مجلة الايكونوميست الذائعة الصيت؛ قد أوردت مع بداية الألفية الثالثة ٣٠ مهنة ستبزغ شمسها في العقود الأولى من القرن ٢١؛ ومهن أخرى ستنقرض ضمن نفس الآونة!
هنا دعونا نميز بين ما يرغب الطالب بدراسته وبين رغبة الإهل ( وبالأصح قسرهم لابنهم على دراسات لا يميل لها) … وبين مايحب دراسته الخريج؛ والمتطلبات الفعلية لسوق العمل الحقيقي؛ وكونها ليست متطابقة بالضرورة.
جرى الحديث عن سبر حاجات ورغبات واستعداد وميول الخريج، بوسائل مختلفة..منها التقليدي ومنها الحديث.
وعن ضرورة وجود نشرة إرشادية( يتم تحديثها باستمرار) عن واقع سوق العمل؛ وماهي المهن التي يطلبها السوق( فهناك مهن يتعطش لها وأخرى مشبع بخريجيها… ومابين ذلك).
ودعوني أشير هنا أن واقع سوق العمل في السويد يختلف عن البحرين؛ ومتطلبات بلجيكا تختلف عن لبنان..وهكذا ؛ فلكل سوق خصوصيته ومواصفاته. ومن الأهمية عدم الانسياق وراء الوصفات المحفوظة، لكونها لا تنطبق على كل البلدان.
تحدثت بعض الجداول عن الحاجة لمن يمارس العناية الصحية ( مع ارتفاع متوسط عمر البشر من ٣١ عام في ١٩٠٠ إلى ٧٣ عام في ٢٠٢٤).
والحاجة لخبراء في الموارد البشرية، التسويق، البرمجيات، الجودة وإدارة المشروعات.
الموضوع: جديد وشيق وعلى قدر كبير من الأهمية؛ ومقال واحد لن يفيه حقه…فلنا عودة مفصلة له في مرات قادمة.