الفرحة الكبيرة..

بقلم || محمود جنيد..
تختلط مشاعر الحزن والفرح التي تجسدها أنشودة “يا رفاقي ودعوا شهر الصيام بدموع فائضات كالغمام”، لتعلن قرب رحيل شهر رمضان المبارك، وتبشر في الوقت ذاته بقدوم عيد الفطر المبارك.

تعيش حلب أجواء مميزة مكتسية بألوان الحياة في أيام الجبر، بينما تتأهب المدينة لاحتضان أول عيد في عهد التحرير، يكبر فيه الفرح وتزهر ضحكات الأطفال، بينما سيكون الزي الموحد الذي يرتديه الجميع هو لباس الحرية، بعد تحطيم أطواق الحديد.

القاطنون في المناطق المحررة، والمرابطون على الحدود المزيفة التي فرقت أبناء الوطن الواحد في زمن النظام البائد، عادوا، وسيكونون بيننا لنحتفل سوياً؛ ستلتئم الأرحام بالوصال عند كبير العائلة بعد صلاة العيد لتروي قصة أربعة عشر عامًا من النضال في سبيل هذه اللحظات الملهمة، التي سيصل همسها إلى الراقدين في أجداثهم.

سنجلس على مائدة واحدة تعمر فيها أطباق المطبخ الحلبي التراثية التقليدية من كبب ومحاشي، وتكون التحلية إلى جانب كعك ومعمول العيد فرحة النصر، التي عبدت الطريق نحو التعافي والازدهار المنشود، بلحمتنا ووحدتنا وتكاتفنا كالبنيان المرصوص، بمحبة وصبر وثقة ومسؤولية، في مرحلة البناء وإعادة الإعمار لكل ما تهدم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار