الجماهير – أنطوان بصمه جي
احتضنت كنيسة مار أفرام السرياني في حي السليمانية حفل توقيع الاتفاق الخاص لإعادة إطلاق ونشر مجلة الضاد الحلبية، حيث وقّعت أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس ممثلة بسيادة المطران بطرس قسيس مع أصحاب امتياز مجلة الضاد الحلبية لإعادة إطلاق ونشر المجلة بعد توقفها لسنوات.
نشأت مجلة الضاد عام ١٩٣١ لمؤسسها المرحوم الأديب الشاعر عبد الله يوركي حلاق عام 1931، ومنذ تأسيسها تحولت إلى منبر للشعراء والأدباء في الوطن العربي وبلاد المهجر، رسالتها فكرية وأدبية وثقافية واجتماعية، وخلفه في تحريرها ابنه الراحل رياض حلاق ليقدما من خلال صفحات المجلة مساحة أدبية ثقافية تربط ما بين الأدب المقيم وأدب المغترب.
وبيّن مطران أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس بطرس قسيس في تصريح للجماهير أن الأبرشية تعتبر إعادة إطلاق المجلة ضمن خطتها لإعادة إحياء تفاصيل حلب الأصيلة وبالتزامن مع الذكرى المئوية الأولى على تشييد كنيسة مار أفرام السرياني وعليها أبرمت الاتفاق مع أصحاب امتياز المجلة كجهة مساهمة وداعمة لجمع أرشيفها الورقي وإعادة إصداره ورقياً والعمل على إصدارات جديدة لصدورها بالنسخة الإلكترونية نظراً لأهميتها وقيمتها التاريخية الفعالة على مر 93 عاماً كمساحة أدبية وثقافية لرواد اللغة والثقافة والتاريخ واعتماد الباحثين على ما تحتويه المجلة من معلومات توثيقية في أبحاثهم.
ولفت صاحب امتياز المجلة ملك حلاق أن التجمع اليوم ضمن الكنيسة بمثابة عرس لإعادة انطلاق مجلة الضاد لأنها وصلت بمساعي العائلة ومساهمة الأدباء في الوطن والمهجر لختام 90 عاماً وبجهود وإصرار مطران حلب للسريان الأرثوذكس بطرس قسيس على استمرارية المجلة للقيام بإعادة النشر والتوثيق ونشرها إلكترونياً وأرشفة أعدادها.
في حين أوضح صاحب الامتياز عبد الله حلاق أهمية الاتفاق ودوره في صون إرث أدبي وثقافي توارثوه من أجدادهم وآبائهم لصالح رفع الذائقة الأدبية لدى المتلقي وخلق منصة جامعة للأدباء والشعراء، واستمراريتها تشكل أهمية للأدباء بحلب ونقل أخبارها إلى بلاد المهجر وكتاباتهم فيها حيث شكلت المجلة مصدراً توثيقياً للباحثين.
واعتبر رئيس مجلس محافظة حلب الأديب محمد حجازي أنّ إعادة إصدار المجلة لها أهمية في الإضاءة على القيم الاجتماعية والثقافية والأدبية، فضلاً عن مكانتها المجتمعية والثقافية باعتبارها منجزاً عابراً للأجيال لعقود طويلة وبوتقة تنصهر فيها مختلف الأذواق الأدبية، سواء أكانوا من أدباء محليين أو عرب.
الباحث والمؤرخ عبد الله حجار استعرض مكانة المجلة محلياً لدى أهالي حلب كمرآة تعكس تفاصيل مدينتهم وقضاياهم من جهة ولدى الأدباء العرب في المغترب فهي شكلت جسرا فعالا بين أصحاب الفكر والأدب ومنصة جامعة لهم لتقديمهم للقارئ الحلبي كوسيلة اتصال بينه وبين أهم الأدباء وأبرزهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة.
تضمن حفل توقيع الاتفاق أيضاً فيلم وثائقي عن حياة السريان والكنيسة السريانية ومعالمها وعرض المخطوطات والوثائق السريانية وفقرة تراتيل وأناشيد باللغتين العربية والسريانية أحيتها فرقة براعم مار أفرام السرياني وجوقة كنارة الروح.
يذكر أن العدد الأخير من مجلة الضاد صدر منتصف عام ٢٠٢٠ وعمرها اليوم ٩٤ عاماً.