الجماهير || أنطوان بصمه جي
احتضن مسرح نقابة الفنانين، العرض المسرحي الأول لمسرحية “عائلة محترمة جداً” من تأليف الكاتب الصربي برانيسلاف نوشيتش وبحضور خاص لصوت الفنان محمد خير جراح وإخراج حكمت نادر عقاد.
وشارك في العمل المسرحي كل من الممثلين: محمد سقّا، منيسا ماردنلي، طارق خليلي، عبيدة صادق، ميرا مازن، أحمد عزيزة، أحمد شوا، ضياء علي، وتدور أحداث المسرحية حول شخصية رجل ثري متوفى ويسمى بالمرحوم طيلة المسرحية، وتدخل عائلته في حيرة حول توزيع ميراث “المرحوم” وتبدأ الصراعات بين أفراد عائلته بين مواقف الجدية والكوميدية.
شخصيّات أساسيّة اعتمدها المخرج عقاد بداية جلال الذي يحب السيطرة على باقي أفراد أخوته وزوجته كريمة التي تتصف بالبساطة والسذاجة وميزتها أنها تصيب بالعين وشخصية حسني الموظف العتيق الذي يعمل بالأرشيف ويتصف بتغير حالته الجسدية أثناء العصبية، في حين فريد لايفكر فيما يقوله ويحب المال كما باقي أفراد العائلة، عابد الشب المغرور الذي عاش حياته مترفاً وأضاع الكثير من المال.
أما شخصية ليزا التي تعد نفسها شابة طول الوقت فهي كثيرة الزواج، والخالة ربّة المنزل، وصولاً إلى سلمى طالبة الفلسفة وهي مستخدمة في منزل المرحوم والتي تكشف للمتابعين في نهاية المسرحيّة أنها ابنة “المرحوم” من زواج سرّي لم يعترف به، ويخصص لها الميراث كاملاً في وصيّته الأخيرة، مع توزيع القليل من المال وبعض المقتنيات على باقي أولاده.
وأوضحت مديرة مسرح حلب القومي رنا ملكي خلال تصريح خاص لـ “الجماهير” أن العمل المسرحي تم إعداده من خلال فريق العمل ليكون مواكباً لعصرنا اليوم، والعرض يركز على أهمية تواجد العائلة وتربية أفرادها والابتعاد عن حالات الجشع والطمع والخلافات بين أفراد الأسرة الناتجة عن الإرث، وأهمية التربية الصحيحة والتأسيس لإنشاء عائلة صحيحة لا تعطي الأولوية للإرث المادي بقدر التركيز على الإرث الثقافي والعادات والأدبيات والحضارة، فهو رسالة للمجتمع بكل أطيافه وشرائحه.
وأضافت “ملكي” أن العمل من تأليف كاتب صربي ونص عالمي بإسقاطات محلية تناسب لغة المجتمع فتم الاعتماد على بعض الشخصيات الأساسية الواردة في النص المكتوب والعمل على تغيير الكلام ليتناسب مع شريحة المتابعين.
وبيّن مخرج العمل حكمت نادر عقاد لـ ” الجماهير” أن نص المسرحية جاء بعد قراءة العديد من النصوص ليتم إعداده مع كادر العمل ويوائم المجتمع المحلي مستفيداً من نص مسرحية الأصلي “العائلة الحزينة”، موضحاً أن النص يخاطب عقل المتلقّي ويجذبه، مضيفاً أنّ التدريبات استمرت لما يقارب 40 يوماً، وأن الشخصيّات على خشبة المسرح لعبت كوميديا الموقف والكلمة وتجمع عدّة مدارس مسرحيّة والاعتماد على الحركة السريعة المدروسة والأداء الدقيق، إضافة إلى حركة الممثلين السريعة بقالب كوميدي يلفت الانتباه على صعيد الشكل والحركة والمضمون.
وتابع المخرج “عقاد” أن الحالة الاجتماعية التي جذبت الفريق للعرض المتمثلة بحالة الطمع والجشع الموجود في أي مجتمع، مع محاولة العمل على خلق تفاصيل خاصة والجمع بين المتعة بنسبة 60% وتقديم الفائدة بنسبة 40% لأن المسرح وصل إلى مرحلة “الشبع” مع الحفاظ على القيم وتحقيق شرط “الفرجة” من خلال الموسيقا والأسلوب في التعاطي مع المواقف الكوميدية، حيث تم الاعتماد على كوميديا الموقف وكوميديا الكلمة، مع تحقيق التقارب بين أنماط المسرحية.