الأضحية: أحكامها وشروطها

بقلم: الشيخ الدكتور: ربيع حسن كوكة

وعند أضحيتي أدعوك يا أملي

أعتق بها عنقي من ذلةِ النارِ

أمطر سحائب رضوانٍ تكون لنا

طهراً من الذنب والإسراف والعارِ

في هذه الأيام يتسائل الناس عن الأضحية وأحكامها وشروطها ولعله من المفيد أن نبيّن أن الأضحية من أعظم شعائر الدين، كما أنها شعيرة من شعائر سيدنا إبراهيم -عليه السلام- حيث كانت فداءً لابنه إسماعيل عليهما السلام وقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤكد على مشروعية الأضحية ويُبيّن أنها داخلة في النُّسك المقرون بالصلاة قال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (سورة الكوثر)

وقد ورد في صحيح البخاري أنه (ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما). وواظبت الأمة من بعده على القيام بهذه الشعيرة المباركة في سائر الأزمنة والبلاد.

والأضحية سنّةّ مؤكدةٌ عند جمهور الفقهاء ما عدا المذهب الحنفي الذي قال بوجوبها.

وقد وضع العلماء للأضحية الصحيحة شروط وهي:

النوع: أن تكون من البهائم التي شرع الله أضحيتها وهي الإبل والبقر والغنم.

السن: وهي في الإبل: خمس سنوات، وفي البقر: سنتان، وفي الماعز: سنة، وفي الغنم: نصف سنة؛ ودليل ذلك قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (لا تذبحوا إلا مُسنة، إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعةً من الضأن)

السلامة من العيوب: حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أربع لا تجوز في الأضاحي، فقال: العوراء بين عورها والمريضة بين مرضها والعرجاء بين ظلعها، والكسير التي لا تنقى) رواه…

الوقت: أي أن تكون في الوقت الذي حدده الشرع للأضحية وهو من بعد صلاة العيد إلى وقت غروب شمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة أي أن المدة أربعة أيام.

النية: وهي أن ينوي المضحي أداء شعيرة الأضحية لله تعالى.

وفي فعل الأضحية خير كثير يعود نفعه على صاحبها وعلى المسلمين جميعا. وهي ترجمة على تطبيق أوامر الله تعالى وشكره على نعمه وفيها توسيع في العيد على الفقراء والمساكين. وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بنبي الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في طاعتهما لله تعالى.

ويسن في الأضحية: التّسمية والتكبير والاتجاه للقبلة عند ذبحها، وأن تُحد السكين التي يُذبح بها، وأن يذبح المضحي الأضحية بنفسه إن استطاع، وأن يشهد المضحي ذبح الأضحية عندما يوكل الجزار بالذبح.

وهناك أحكام كثيرة تتعلق بالأضحية، ومن أبرزها:

• جواز الأكل والإطعام والادخار من الأضحية، وجواز التضحية في ليالي أيام النحر.

• ولا يجوز إعطاء الجزار من الأضحية كثمن للذبح.

• ولا يجوز أن يذبح الأضحية إلا مسلم.

• وتجوز التضحية عن الأموات والأحياء؛ كأن يضحي الرجل عن أهل بيته أحياءهم وموتاهم.

نسأل الله القبول وكل عامٍ ووطننا العظيم شعباً وقيادةً وجيشاً بألف خير.