بقلم || محمود جنيد..
عاشت سوريا زمنًا طويلًا في بؤرة من التلوث البصري، حيث حرص النظام البائد طوال عقود مضت قبل عهد التحرير على تكريسها بصورة ممنهجة في نواميس الشعب.
أينما يممت وجهك في الساحات والشوارع ومؤسسات الدولة وأروقتها ومكاتبها، وفي المدارس والمشافى والمراكز الثقافية ودفن الموتى، وفي الكتب والكراسات، وعلى مداخل المدن والقرى، وواجهات المحلات وداخلها، تحاصرك رموز السلطة الفاسدة، من أصنام وصور وشعارات وسواها، وكأنها تمثل قدرًا لا مفر منه، زرع في الوعي الجمعي الظاهر والعقل الباطن، لتدجِنَه وتؤدلِجه على شاكلة النظام المخلوع وفكره ونظرياته وعقيدته الملتوية، ليكون سهل الانقياد والتطويع.
ومن هنا تأتي أهمية قرار محافظة حلب المبني على أساس الإعلان الدستوري الجديد ومقتضيات المصلحة العامة، بإزالة وطمس كل ما يتعلق بالنظام البائد من رموز ورايات وصور وعبارات وإشارات، ما من شأنه نزع العوالق التي التصقت باللاوعي الداخلي، ورفع المغنطة السلبية التي كانت تجذب أفكار الخوف من مظاهر الفزع التي يمثلها الجلاد الماثل في واقعك وكوابيسك.
يهدف هذا القرار إلى تنظيف العقل الباطن للإنسان السوري، طفله وشيبه وشبابه، لينشأ على نواميس وأفكار جديدة تمتلك الإرادة والوعي، متحررة من الخوف والخنوع والشر والفساد والعبودية، وتنحو إلى الحرية والكرامة والعزة، والثقة والمحبة والسلام والانفتاح، والتطور الذي نُلج بوطننا إلى قمم المجد والازدهار.
#صحيفة_الجماهير